- استمر الحال على ذلك، حتى حاصرتنا الشهادة الإعدادية ولم يكن فيها نظام تيرم، وانشغلتُ بالمذاكرة، و غيَّرت مدرستي وانتقلت إلى مدرسة أخرى في المرحلة الثانوية، وكانت لغات أيضاً بفضل الله، وهناك تعرَّفت على 4 من الإخوان، وكانت معرفتي بهم عن طريق اشتراكي في الإذاعة ولذلك قصة: ففي أول حصة تربية إسلامية "دين" عندما قرأت القرآن، صفَّق لي المدرس وجعل الفصل كله يصفق لي، وأخذني إلى الأستاذ المسئول عن الإذاعة وقال له: "الشاب ده لازم يقرأ القرآن يومياً في الإذاعة" وقد كان إلى أن تخرجت من المدرسة والحمد لله.
- بدأ الإخوان في التقرب مني ومصادقتي، وأخذت الأمور تتطور بلقائنا اليومي في "الفسحة"، والتي كنا نصلي فيها الظهر. ثم دعوني لحضور مقرأة في مسجد بجانب بيتي، وتطورت العلاقات وتعمقت مشاعر الصداقة والحب، وجدتُ مجموعة من المحترمين والمتميزين دنيوياً ومظهرياً، يدعونني للالتزام بهدوء. بدأنا في حضور مسرحيات نقابة المهندسين في ذلك الوقت، ولعب الكرة معاً، ثم تُوِّجَ الأمر بمعسكر صيفي رائع عام 1993.
- في هذا المعسكر لأول مرة رأيت فيه أناساً يحافظون على الجماعة، وقيام الليل، ومدارسة القرآن وبعض الموضوعات القيمة، وتعلمت أن يكون لي وِرْداً قرآنياً يومياً وحفظت في هذا المعسكر بفضل الله أذكار الصباح والمساء. وفي نفس الوقت، لم يخلُ الأمر من اللعب والمرح والضحك، وحفلات السمر والفكاهة، والتي تخللتها بعض الأناشيد الإسلامية التي أعجبتني بالطبع بحكم حبي للغناء، أقول عُدتُّ وقد انقلب حالي، وقررتُ ألا أترك هذه الصحبة حتى نهاية حياتي.
- ظللت على علاقتي بالإخوان وبدأت أفهم الفرق بين حياتهم وحياة الناس العادية، وكيف يفكرون دائماً لفعل كل ما يفعل الناس ولكن بعد تنقيحه من كل ما يغضب الله. فحضرت الأفراح الإسلامية والمصايف الإسلامية واليوم الإسلامي والإفطار الجماعي...إلخ. وشغلتنا الثانوية العامة (سنتين) عن الانتظام الكامل، ولكن كانت هناك متابعة خفيفة من الإخوان، وزيارات من وقت إلى آخر ولقائات في الصلوات بالمسجد للاطمئنان عليّ وعلى مذاكرتي، ففهمت ووعيت وشعرت بمعاني الحب في الله والأخوة الصادقة.
انتظروا الحلقات المقبلة بإذن الله
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق