الخميس، ٣ أبريل ٢٠٠٨

يوم 26/2/2008م المشهود...أول حضور

منذ أن بدأت المسرحية العسكرية وأنا أريد أن أذهب للوقوف بجانب أُسَر إخواننا وأساتذتنا، من باب الأخوة والمساندة المعنوية وإرسال رسالة إلى الإعلام أن قضية قيادات من الإخوان هي قضية كل الإخوان. ومنعني عن ذلك السفر الذي استمر حوالي 8 شهور متقطعة، أنعم الله عليَّ فيها بالحج وأكثر من عُمرة بفضله ومنه ورحمته

وعند عودتي إلى أرض الوطن كانت قد انتهت فصول المسرحية الـ 69 ولم يَبقَ إلا النطق بالحُكم الذي قدَّره الله على لسان هؤلاء الظلمة...

فذهبت ورأيت أخيراً ما كنتُ أراه في الصور رأيَ العين، رأيت الأخت الزهراء تُدلي بأحاديث لأكثر من فضائية، وكذلك الكثير من أبناء وبنات إخواننا، رأينا المشهد الذي صوَّره الكثيرون في كلمات هي أعمق وأكثر تعبيراً من كلماتي البسيطة.

وفي أثناء انتظارنا لقرار التأجيل الذي كان مُتَوَقَّعاً من هذا النظام الجبان، أنشدنا بعض الأناشيد، ووجدت الإخوة يحملونني وأنا أنشد (يامعشر الإخوان لا تترددوا) ومنذ فترة ليست بالبعيدة (انتخابات 2005م) أنشدتُ في وسط الإخوة بالشارع..

وكان التأجيل الأول ليوم 25/3/2008م وتبعه التأجيل الثاني ليوم 15/4/2008م والأيام تمر والشهور تمر، ونذكر أنفسنا بالقول: "إن الله يمهل الظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"، وإن غداً لناظره قريب بإذنه تعالى.

هل تتحقق رؤيتي؟! الله أعلم
وحسبنا الله ونعم الوكيل

الثلاثاء، ١١ مارس ٢٠٠٨

بعد غياب شهر...رأيت المهندس خيرت

!للأسف الشديد، كنتُ أتمنى ألا أغيب هذه الفترة بين كل تدوينة وأخرى
وكم هي كثيرة تلك الخواطر التي يريد الواحد منا أن يسطرها، ولكن للأسف الشديد الانشغال في العمل ومع الأسرة يأخذان الواحد منا من كل نشاطاته!

المهم كنتُ جالساً أنا وزوجتي، فوجدتُ شخصين يدخلان علينا، المهندس خيرت الشاطر وآخر من إخواننا المحالين للعسكرية لم تكن ملامحه ظاهرة.
المهم سلَّم المهندس خيرت عليَّ وبدأ هو والأخ الذي كان برفقته الصلاة جماعة، فقمتُ مسرعاً وصليت خلفهما، ثم أخذ المهندس خيرت ابنتي وسألته: "معقول يا باشمهندس حضرتك بنفسك تجيلي وكمان قبل أسرتك؟! طب إزاي دي؟!" فابتسم، واستيقظتُ أنا من النوم...

يارب فك أسر إخواننا جميعاً يارب.

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين

الأربعاء، ٦ فبراير ٢٠٠٨

الحلقة (2) بعد الانقطاع...من وحي رحلة للآخرة

أردتُ أن أوضح أن العدد الذي ذكرته (25 أتوبيساً) هو من الرياض فقط، ولكل محافظة من محافظات السعودية بحسب عمل الإخوان بها حملة مختلفة يتم التنسيق بينهم جميعاً بالطبع في موضوع الضيوف واستضافتهم وبرنامج عرفات وبرنامج مِنَى...إلخ.



وأيضاً أريد أن أوضح أن الورقة التي ذكرتها في التدوينة السابقة، إنما قصدتُ بها أرقام الجوالات..



ونعود ونكمل، عدتُ من رحلة عملي بالقصيم قبل التحرك للحج بيومين اثنين، وأريد أن أحكي موقفين لأدللَ بهما كم أن الإخوان بالرياض - على الأقل معي - كانوا في منتهى النظام والتركيز:

الموقف الأول أنني وجدتُ الأخ الذي يُرسِلُ لنا الرسائل على الجوال عندما حدثته لأستشيره في أمر ما، ولم أكن أعلمه ولا رأيته في حياتي، فوجدته يحدثني باسمي ويقول لي قبل أن أتحدث بكلمة واحدة: "أهلاً أهلاً يا فلان، طبعاً أنت بتكلمني عشان...."، وفعلاً كان هو الموضوع، فطمئنني وفهمني ما أردتُ أن أسأل عنه بمنتهى الوضوح.



أما الموقف الثاني، فوجدتُ الأخ المسئول الثقافي عن أتوبيسنا يتصل بي، دون سابق معرفة بيننا ولا رؤية، ولم أكن أعلم أساساً بموضوع المسئول الثقافي والإداري، ويقول لي بمنتهى العشم وكأنه يعرفني منذ سنين: "أخي الحبيب فلان، إزيك حمدلة على سلامتك من القصيم، اعمل حسابك بأة هتبقى معانا في البرامج، تقرأ قرآن وتقول الأذكار وتنشِد، إحنا عارفين كل حاجة عنك!!".



بارك الله فيهم جميعاً وكانت نِعمَ الصحبة ونِعمَ الرحلة بفضل الله.



وبنعمة الله تقابلتُ مع إخواني في الموعد والمكان المحدَّدَيْن وانتلقت رحلة الحج المباركة من الرياض صباح يوم السابع من ذي الحجة للعام 1428هـ.
كانت ترتيبات الإخوة جميلة ومنظمة، بحيث الوصول لكل المناسك في موعدها المحدد تقريباً، وبفضل الله يَسَّرَ الله علينا أدائها وله الحمد والمِنَّة.
وزارنا المحاضرون من مُختلف محافظات السعودية، وكان نصيبنا من إخوان مصر الزائرين، الدكتور صلاح سلطان (المقيم حالياً بالبحرين بالطبع كما يعلم معظمكم)، وكانت محاضرته رائعة مضحكة كعادته.

كانت برامج الإخوة دائماً مَرِنة تسمح بالتغيير والتبديل، وتسمح لكل فرد أن ينضم لها أو ينفرد بنفسه، وانتشرت مقارئ القرآن في أيام مِنَى وحلقات التعارف والتآخي وجلسات الطعام.
وكان من أجمل المفاجئات التي قابلتها هو مقابلتي للأستاذ محمد نزَّال عضو المكتب السياسي لحركة حماس المقيم بلبنان، فحملته السلام لجميع إخواننا من أعضاء المكتب، وبلغته سلام الإخوة في مصر ودعائنا المستمر لهم ووقوفنا على قدر الإمكان بجانبهم.

ومن المواقف الفارقة، في طواف الإفاضة، ارتفع صوتي وأنا أدعو للمهندس خيرت وإخواننا المحالين للعسكرية، فوجدت حولي مجموعة من المصريين يؤمنون على دعائي وينفعلون معي، فسبحان الذي يجمع قلوب العباد في هذا المكان!!

أسأل الله أن يرزق كل من لَم يحج، هذه المتعة الرائعة، وأؤكد على الإخوان أن يحاولوا دائماً الحج مع رحلات الإخوان، فما الحج إلا صُحبة تذكرك وتعينك وتحفر ذكرى العبادة في ذهنك وقلبك وتنعم في وسطها بالأخوة الصادقة، وتعينك على كسب الأجر لمشاركتك في بعض المجهودات أثناء أداء هذه العبادة التي تتطلب صبراً وسكوناً أثناء الأداء.

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين

الثلاثاء، ١ يناير ٢٠٠٨

الحلقة (1) بعد الانقطاع...من وحي رحلة للآخرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مر وقتٌ طويل منذ أن دوَّنتُ هذه التدوينة، وقد منعني عن التدوين أساساً انشغالي الشديد بالسفر والعمل داخل السعودية. فمن الرياض للقصيم لأبها للدمام...إلخ، فعملي في السعودية تَطَلَّبَ انتقالي من محافظة لمحافظة ولذلك تفاصيل سأفرد لها تدوينة خاصة بإذن الله.

هذه التدوينة كما ترون تاريخها قديم، وحاولتُ أكثر من مرة أن أسجلها، إلا أن النظام لا يسمح بذلك، وموقع التدوين تَوَقَّفَ تماماً عن قبول أي شيء إلا العنوان!!

والآن قد عدتُ نهائياً إلى الكنانة بفضل الله، بعد قضاء 6 أشهر (متقطعة) بالسعودية، وانتهاء المشروع الذي أعمل به ولله الحمد والمنة.

أما عن رحلة الآخرة التي أردتُ أن أكتب عنها، فهي رحلة الحج المباركة، والتي أنعم الله بها علينا في أثناء وجودي بالسعودية، ويعلم الله ثم أهلي أن أهم سبب لقبولي لهذا السفر - مع كرهي للسفر - أن الحج كان سيأتي في أثناء مدة الرحلة، وبعد ترتيب مع الإخوان في الرياض حجزت بحملة الإخوان بفضل الله وقام بالحجز أحد إخواني الذي لازمني بالكلية ويقيم حالياً بالرياض، وذلك أثناء وجودي بمصر في أجازة بين فترتي السفر(تُسَمَّى رحلات العمرة والحج من محافظة ما داخل المملكة لمكة أو للمدينة: حملات).

وجزى الله أخي خيراً حيث دفع أموال الحجز، وذلك قبل أن يتأكد من عودتي للرياض! ولكن هذه هي الأخوة وبارك الله لنا فيها.
ومن مفارقات القدر أن أخاً لنا كان عائداً معي لمصر قبل الحج بثلاثة أشهر، وسيعود ثانية معي أيضاً للرياض لتكملة عمله، وبالتالي لأداء فريضة الحج، وكما قلتُ، فقد حجز لنا أخونا نحن الإثنين أثناء وجودنا بمصر لعلمه أننا عائدَيْن بإذن الله، وقدَّرَ الله أن أعود أنا للسعودية، ولا يعود أخي الذي سافر معي من مصر إلا بعد الحج بشهر ونصف تقريباً!!

سبحان الله، أسأل الله أن يرزقه الحج العام القادم بإذن الله، هو وكل مَن لم ينعم الله عليه بهذه الفريضة الممتعة.

كانت حملة الإخوان مكونة من 25 أتوبيساً، بمجموع حوالي 1200 حاج، من الإخوان ومعارفهم وأصدقائهم وزملاء عملهم وجيرانهم...إلخ، وهذه تُعتَبَر حملة ضخمة، وأول مرة ينظم الإخوان حملة بهذه الضخامة، حيث بلغ عدد أتوبيسات الحملة العام الماضي حوالي 15 أتوبيساً...

ومعظم الحملة من المصريين، وهذا طبيعي، لأن عمل الإخوان بالخارج يقتصر على أبناء القُطر الواحد فقط، فإخوان مصر بمعزل عن غيرهم من الإخوان لاعتبارات أمنية مفهومة بالطبع.

ونظام الرحلة كان في منتهى الدقة والجمال، لكل أتوبيس مسئولاً إدارياً يتمم على التجمع واكتمال العدد وينظم الانتقالات والاستراحات...إلخ. وهناك مسئولٌ ثقافي دوره هو برنامج الأتوبيس طوال الرحلة.

وعند الصعود تم توزيع حقيبة الحاج لكل راكب، وكانت تحتوي على كتيبات عن الحج وماذا بعد الحج ورقائق لدكتور مجدي الهلالي، ومصحف ومسبحة ومسواك وورقة تحتوي على أرقام كل أفراد الأتوبيس.

قبل قيام الرحلة ظللنا نستقبل رسائل على المحمول بصورة يومية للاستعداد والتذكرة بالإجرائات المطلوبة، وتم الاتفاق على التجمع قبل الحج بأسبوع للتعارف والاتفاق على بعض التفاصيل قبل السفر، ولم أحضر هذا التجمع لسفري لمحافظة القصيم والتي عدتُ منها قبل موعد تحرك رحلة الحج بيومين اثنين فقط!!

والتكملة في التدوينة القادمة بإذن الله....

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين