الأربعاء، ١٦ مايو ٢٠٠٧

تسفيه المواهب...أزمتنا منذ زمن!

يتعرض كل منا للكثير من المواقف المؤلمة في حياته.
وأعرض اليوم لموقف من هذه المواقف، بغض النظر عن الفرد الذي حدث معه هذا الموقف، وبغض النظر عن علاقتي به، ولكن الموقف على بساطته فقد أثَّر فيَّ جداً.
والذي زاد من تأثيره كونه حدث من شخص قريب لصااحب الموقف!!

ما رأيك إذا تمت الاستهانة بمواهبك وتسفيهها من أقرب الناس إليك؟

أن يتم هذا التسفيه، فهو ما اعتدنا عليه للأسف في مجتمعاتنا العربية، نظراً للقهر واليأس الذي تعيشه معظم هذه المجتمعات، مما يؤدي لوأد أي فكرة جديدة ومحاربة أي موهبة أو إبداع خلاق، من باب: "اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش"!!
وهذه هي أحد أزماتنا بالطبع كما ذكرتُ، لأنها منعتنا من دراسة أفكار جديرة بالدراسة، وكان من الممكن أن تضيف لمجتمعاتنا، ودعنا نقل أن ثقافة الحوار وطرح الآراء والآراء الأخرى غير معتاد أساساً عندنا في الغالب!

وكما توأَد الفكرة، فإن الموهبة أيضاً توأَد في كثير من الأحيان، كم منا يعمل ما يحب؟ كم منا خطَّط لما هو فيه الآن فعلاً؟ كم منا لقيَ تشجيعاً من أهله عندما فكر في دخول كلية معينة تتوافق مع موهبته تاركاً كلية من كليات القمة؟!

وجهة النظر تُعرَض دائماً كقالب الطوب الذي لا يلين: "إنت بتهرج؟ حد يسيب كلية (كذا) ويدرس (كذا)؟!"
أو: "إيه العبط والهبل ده؟ حد برضه يفكر التفكير الغريب ده؟!"
أو: "بلاش مسخرة وكلام فارغ اعمل زي الناس العاقلين وخليك في نفس شغلك ولا تنقلب على الأوضاع المستقرة بأفكار مجنونة!!"
واللافت للنظر أن معظم الناجحين هم الذين تمردوا على هذه القوالب وأصروا على المضي قدماً في طريق استغلال مواهبهم وعمل ما يريدون عمله!!
ولكن الأسوأ أن يتم ذلك من أقرب الناس إليك، وهم الذين من المفترض أن يوجهوا نظرك أصلاً لمواهبك فضلاً عن تشجيعك لاستغلالها بما يفيدك ويفيد المجتمع.

المنشد العام