الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠٠٧

حديث الذكريات....الحلقة الأولى

السلام عليكم
لأني سأجعل حديثي منصب على الذكريات فسأحاول ألا أجعله مذكرات تفصيلية، وذلك
حتى أخرج من موضوع الفردية إلى موضوع الاستفادة العامة.
لا أقصد أني من العظماء حتى يستفيد الناس من ذكرياتي أوما سأحكي، ولكن بتعليقات
الحاضرين سأستفيد، يوجهونني وينصحونني، يقترحون ويناقشون، نتدارس سوياً الماضي
ونخرج منه بالدروس حتى نعظم الإيجابيات ونتجنب السلبيات.
وفي حقيقة الأمر أستشعر بأمانة في نقل بعض الأحداث التي مرت بي، لأنها تتعلق بالشأن
العام، وهكذا حال كل الإخوان تقريباً.
وأحب أن أُعَرِّفَ مَن لا يعرفني ببعض المعلومات عن نفسي، حتى تفهموا شخصية كاتب
هذه السطور.سأحاول أن أجعل ذلك في صورة نقاط ملخصة حتى أمنع الملل.
(النشأة والطفولة):
- نشأتُ في أسرة مصرية صاحبة خلق ومبادئ ومحترمة جداً من فضل الله، ومن مستوى
متوسط.

- جاهد أبي – بارك الله فيه – في الإنفاق على تعليمي وبالفعل أدخلني مدرسة لغات مستوى
رفيع (يعني درست الرياضيات والعلوم بالإنجليزي حتى الثانوية العامة)، وسأظل إلى أن
أموت أدعو له في هذا الخصوص بالذات لأن اللغة نفعتني – ولازالت – أيما نفع، فجزاه الله عني خيراً، وبفطرته السليمة النقية جمع بين ذلك وبين أن تكون مدرستي إسلامية، وكانت تقريباً أول مدرسة في مصر (أو من أوائل) التي تكون إسلامية لغات مستوى رفيع (تختلف عن الخاصة، حيث الخاصة تدرس مادة لغة إنجليزية إضافية ولكن تدرس الرياضيات والعلوم بالعربي أيضاً).

- ربَّتنا أمي على الخلق العالي المتين – جزاها الله خيراً – بفطرة نقية أيضاً، وحثَّتنا دائماً أن نكون مختلفين عن المجتمع، نسعى للتميز والتفوق والتقدم، وكانت أول من التزم في البيت وأنا في مراحل التعليم الابتدائي، فبدأت تعلمني التجويد وانتظَمَت هي في حضور دروس أخوات الحي، وشجعتني ودفعتني دائماً لحفظ القرآن في أجازات العام الدراسي.

- عشت طفولة مشحونة بالنشاط، فبفضل الله كنت متفوقاً دراسياً، واكتشفت أمي موهبة صوتي، وكان ذلك قرب نهاية المرحلة الابتدائية، فقرأت هي وأبي إعلاناً بالجريدة عن اختبارات بدار الأوبرا لكورال الأطفال، فقالت: "نذهب، وَلْينضم لفريق الإنشاد الديني إذا نجح في الاختبار"، وذهبت ونجحت في امتحان الأوبرا بتفوق، ولم يكن هناك فريق إنشاد ديني للأطفال، فانضممت لفريق كورال الأطفال، وكنت أغني أغاني عبد الوهاب وعبد الحليم والموشحات العربية القديمة...إلخ. وبجانب ذلك اشتركت في نادي المسلم الصغير، وسجَّلت حوالي 13 حلقة تليفزيونية به مع الأستاذ مرزوق هلال، وبالإضافة لذلك كنت قائداً لفريق المسرح بالمدرسة وطبعاً لفريق الغناء، وتزامن ذلك مع اشتراكي في مسابقات إلقاء الشِعر وحفظ القرآن، كل ذلك كان في نهاية الابتدائية والمرحلة الإعدادية.

- كان الصف الأول الإعدادي نقطة تحول في حياتي، فقابلت أستاذا اسمه: أحمد عبد الرازق التوني في المدرسة وكان قد تم تعيينه حديثاً في مدرستنا مدرساً للغة العربية، هو الذي غيَّر المدرسة وعاد بها لمعنى "إسلامية" بحق، علَّمنا الأناشيد عن القدس وفلسطين والجهاد (ولم يكن هناك أناشيد غير ذلك إلا قليلاً في ذلك الوقت – 1989/1990)، علَّمنا أذكار ختام الصلاة ورجع بجماعة الظهر للجدية التي كانت غابت عنها. هو الذي عرَّفنا أنشطة الإدارة التعليمية ودخل بنا في مسابقات على مستوى الإدارة والمحافظة. عرَّفني وكل الفصول التي درَّسَ لها على الأستاذ مرزوق هلال "رئيس نادي المسلم الصغير"، واستخدمنا جميعاً في حلقات البرنامج. صادَقَ كل تلامذته تقريباً على مختلف سلوكياتهم وأخلاقهم. وبالفعل أَحَبَّه كل من في المدرسة وأثَّر فينا جميعاً تأثيراً عميقاً. وعمَّقَ ذلك إحساسي بالانتماء الإسلامي.

- وبذلك تزامن أكثر من عنصر في هذه الفترة كلها يصب في أسلمة الفكر، التزام أمي، مدرستي الإسلامية، أستاذ أحمد والأنشطة التي حرَّكنا فيها، وعدم اعتراض أبي الهادئ الطبع بل تشجيعه المستمر لكل ذلك. وكنت في ظل كل هذه الظروف أغني في الأوبرا في نفس الوقت وكنت قائداً لمجموعة من الأطفال هناك، ومثَّلت أوبرات بالفرنساوي والإيطالي، واشتركت في بضع وعشرين (أو ثلاثين) حفلة غنائية.
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية بإذن الله...
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

هناك ٣ تعليقات:

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

ما شاء الله
طبعا اللغة نفعتك في لبنان يا عم :D
ربنا يجعلها في ميزان حسناتك ياارب
و الاستاذ احمد ربنا يكرمه على اللي عمله
ما شاء الله نشأه راقية فعلا
ربنا يكرمك يا سيدي ويعزك
وسلام

همسة قلم يقول...

ماشاء الله لا قوة الا بالله

لكم الحق اذا اخونا الكريم ان تطلقوا على انفسكم لقب امنلشد العام لاخوان المسلمين :)

بوركتم وبورك فيمن نشأكم تلك التنشئة الجميلة الهادئة

وجزا والدكم ووالدتكم عنكم كل الخير

في انتظار الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى

المنشد العام للإخوان المسلمين يقول...

جزاكم الله خيراً إخواني...
اللهم اجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون.
وسأتابعكم بإذن الله.