الاثنين، ٢٥ يونيو ٢٠٠٧

حديث الذكريات...الحلقة الثانية (المرحلة الثانوية وتعرفي على الإخوان)

- استمر الحال على ذلك، حتى حاصرتنا الشهادة الإعدادية ولم يكن فيها نظام تيرم، وانشغلتُ بالمذاكرة، و غيَّرت مدرستي وانتقلت إلى مدرسة أخرى في المرحلة الثانوية، وكانت لغات أيضاً بفضل الله، وهناك تعرَّفت على 4 من الإخوان، وكانت معرفتي بهم عن طريق اشتراكي في الإذاعة ولذلك قصة: ففي أول حصة تربية إسلامية "دين" عندما قرأت القرآن، صفَّق لي المدرس وجعل الفصل كله يصفق لي، وأخذني إلى الأستاذ المسئول عن الإذاعة وقال له: "الشاب ده لازم يقرأ القرآن يومياً في الإذاعة" وقد كان إلى أن تخرجت من المدرسة والحمد لله.

- بدأ الإخوان في التقرب مني ومصادقتي، وأخذت الأمور تتطور بلقائنا اليومي في "الفسحة"، والتي كنا نصلي فيها الظهر. ثم دعوني لحضور مقرأة في مسجد بجانب بيتي، وتطورت العلاقات وتعمقت مشاعر الصداقة والحب، وجدتُ مجموعة من المحترمين والمتميزين دنيوياً ومظهرياً، يدعونني للالتزام بهدوء. بدأنا في حضور مسرحيات نقابة المهندسين في ذلك الوقت، ولعب الكرة معاً، ثم تُوِّجَ الأمر بمعسكر صيفي رائع عام 1993.

- في هذا المعسكر لأول مرة رأيت فيه أناساً يحافظون على الجماعة، وقيام الليل، ومدارسة القرآن وبعض الموضوعات القيمة، وتعلمت أن يكون لي وِرْداً قرآنياً يومياً وحفظت في هذا المعسكر بفضل الله أذكار الصباح والمساء. وفي نفس الوقت، لم يخلُ الأمر من اللعب والمرح والضحك، وحفلات السمر والفكاهة، والتي تخللتها بعض الأناشيد الإسلامية التي أعجبتني بالطبع بحكم حبي للغناء، أقول عُدتُّ وقد انقلب حالي، وقررتُ ألا أترك هذه الصحبة حتى نهاية حياتي.

- ظللت على علاقتي بالإخوان وبدأت أفهم الفرق بين حياتهم وحياة الناس العادية، وكيف يفكرون دائماً لفعل كل ما يفعل الناس ولكن بعد تنقيحه من كل ما يغضب الله. فحضرت الأفراح الإسلامية والمصايف الإسلامية واليوم الإسلامي والإفطار الجماعي...إلخ. وشغلتنا الثانوية العامة (سنتين) عن الانتظام الكامل، ولكن كانت هناك متابعة خفيفة من الإخوان، وزيارات من وقت إلى آخر ولقائات في الصلوات بالمسجد للاطمئنان عليّ وعلى مذاكرتي، ففهمت ووعيت وشعرت بمعاني الحب في الله والأخوة الصادقة.
انتظروا الحلقات المقبلة بإذن الله
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الأحد، ٢٤ يونيو ٢٠٠٧

ليلة جميلة...فرح محمد عبد الناصر وسمية عصام العريان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح القشدة على كل البشر...
بالأمس كان فرح محمد عبد الناصر وسمية عصام العريان.
وكنتُ أنا وزوجتي معزومين على الفرح.
كانت ليلة لطيفة جداً جداً وكان فرح هادئ ويغلب عليه الطابع العائلي.
وللأسف الشديد كنتُ مرتبطاً بموعد فلم أكمل الفرح، ولكن الوقت الذي قضيناه كان لطيفاً للغاية.
وماك قابلتُ بعض شباب الإخوان، مثل إبراهيم العريان (أخو العروسة طبعاً) ، أحمد الجعلي، ومن أرق الشخصيات كان الأخ مصطفى أنور شحاتة.
بالفعل رأيت الأخ مصطفى وتذكرت المَثَل المصري الذي يقول: "اللي خلِّف ماماتش"!!
طبعاً مصطفى نسخة طبق الأصل من الدكتور في الشكل (وليس الحجم) :):)
وصوته هادئ وبسمته رقيقة، بالفعل ذكرني بالدكتور أنور رحمه الله رحمة واسعة.
ودار حديث لطيف وطويل إلى حد ما بيني وبين معظم الشباب الذين يمثلون الجيل الأصغر من جيلي في الجامعة، فمعظمهم لم ألتقِهِ في أعوامي الجامعية، فكانت فرصة جميلة للتعرف على آخر أوضاع الجامعة والعمل الدعوي بها.
وكذلك بالطبع دار بيني وبين الدكتور عصام حوارٌ هادئ وجميل، سألني فيه عن أخباري وأخبار عملي وجزاه الله خيراً إذ أسدى لي خدمة إخوانية (على السريع كدة) في الفرح!!
المهم يا إخواننا، كانت ليلة جميلة وهادئة، وأسأل الله عزوجل أن يرزق أخي محمد وأختي سمية الحياة الهادئة السعيدة، وأن يرزقهم أيضاً الذرية الصالحة، وعقبال أختي وكل الأخوات والإخوة بل وكل المسلمين إن شاء الله.
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الخميس، ٢١ يونيو ٢٠٠٧

خواطر حول الوضع الفلسطيني (2)

يجب علينا التفريق بين شيئين، الأول عملية التطهير العسكرية نفسها التي قامت بها كتائب القسام، والثاني ما صاحَبَ ذلك من بعض الأعمال العنفوانية العشوائية الانفعالية، كنزع علم فلسطين ووضع راية حماس الخضراء، وقوع صورة ياسر عرفات وعباس ووضع الأقدام عليها، تسيير الموقوفين من جهاز الأمن الوقائي عرايا إلا مما يستر عورتهم وأيديهم فوق رؤوسهم، طريقة إعدام الخائن سميح المدهون...إلخ.

فالأمر الثاني، لا أظن أن أحداً منا يقره، ولا حتى قيادات حماس نفسها، فلازالت حماس تعمل من أجل التوافق ومصلحة الشعب الفلسطيني كله، وتاريخها منذ 20 عاماً يدلل على ذلك، فهي لم تفرق بين أي فلسطيني وآخر، وتعاونت مع كل الفصائل من أول تأسيسها حتى حكومة الوحدة الوطنية، فمستحيل أن يتهمها أحد بإعلاء الروح الفصائلية عن الروح الوطنية.

أما الأحداث التي أفردناها عاليه، فهي خطيرة وغريبة بالفعل ويجب أن يُحاسَب فاعلوها، ولكنها كما ذكرتُ – من وجهة نظري – لا تعدو كونها تصرفات فردية انفعالية عشوائية، ناتجة عن كبتٍ عاش تحته كل مواطن مظلوم تحت سيطرة القيادات الفاسدة وبخاصة الملتزمين وبخاصة من حركة حماس. مع اعترافي بأن ذلك أيضاً ليس عذراً، ولكنه مجرد تفسير.

أما الأمر الأول، ففيه شقين، السيطرة العسكرية نفسها، وطريقة هذه السيطرة. فالسيطرة في حقيقة الأمر حدث هام جداً وكان يجب حدوثه، فقد وصل حد الرعب الذي عاشه كل أبناء الشعب لقدر لا يصدقه أحد، وتم اقتحام المساجد وقتل الملتحين ونزع نقاب النساء، واقتحام المنازل. هذا بالطبع فضلاً عن إطلاق الرصاص العشوائي، وفرض الحصار على حركة الناس في الشوارع، الأمر الذي دعى حماس لمناشدة الرئيس عباس، والمجتمع العربي والدولي للتدخل، ووافقوا على عدم تصعيد الأمور لتجنب الفتن، ورحبوا بالذهاب إلى مكة واحتفلوا بنتائجه ولكن دحلان ومجموعته المدعمة من الأمريكان والصهاينة لم يهدأ لهم بال حتى يفسدوا الاتفاق، فاستمروا في تأجيج الصراعات بالأعمال التي ذكرناها آنفاً، فصبرت حماس أكثر وأكثر، وجاءت حوارات القاهرة أكثر من مرة بين الفصائل، ووعدت حماس بإنهاء ردها على أعمال فتح، ولكن فتح عادت إلى الأراضي وكأن شيئاً لم يكن، فماذا كان المطلوب من حماس؟ أن تظل صامتة على الدوام وتحول القطاع كله لمنطقة أعمال إجرامية ولا تحرك ساكناً؟؟!

أما الشق الثاني، طريقة السيطرة، فمن المؤكد أن أحداً لم يكن يحب أن تصل الأمور للحد الذي وصلت إليه، ولكن من الواضح أن قوات الأمن الوقائي وغيرها من قوات فتح، هي التي أصرت على الدخول في هذه المواجهة ورفضت التسليم، فما كان من حماس إلا تكملة المواجهة لتُحكِمَ سيطرتها، وفي خضم هذه المواجهات العسكرية لا أحد يستطيع السيطرة على الفعل وردة الفعل.

وهناك نقطة هامة وهي أن حماس حكومة، ومن حقها فرض سيطرتها، وذلك من أجل مصلحة الشعب، وحتى يستطيع أن يحاسبها بحق من ظَلَّ يحاسبها على الفلتان الأمني بينما كل الأجهزة الأمنية غير تابعة لها!! ورُفِضَ أن تتبع لها، حتى أن وزيرَين للداخلية قدَّما استقالتهما.

أطلت عليكم في هذا الحوار، ولكن إرادةً مني في إيضاح وتحليل ما حدث.
وأختم بنفس الدعاء الذي ختمت به في المداخلة الأصلية:

اللهم كن مع إخواننا، اللهم اهدِ لهم أنفسهم، اللهم بصِّرهم بالحق، اللهم اختر لهم الخير، اللهم اعف عنهم، وبارك في اجتهادهم واختر لإخواننا الفلسطينيين جميعاً خير ما تحب وترضى.

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الاثنين، ١٨ يونيو ٢٠٠٧

خواطر حول الوضع الفلسطيني

بكيتُ واللهِ وأنا أسمع أو أقرأ لـ – لا أقول الفتحاويين وأنصار عباس – وإنما المستقلين من أكاديميين وأساتذة جامعات و رؤساء مراكز أبحاث ودراسات ما يقولونه عن حماس!

حركتي التي كنتُ – ولازلتُ – أقول عنها أنها التي تشعرني بأن لي الحق في أن أعيش بكرامة كمسلم سنيّ، هي بقايا رموز العزة والمبادئ.

تابعتُ الشأن الفلسطيني بمعقولية إلى حد ما، منذ فوز حركتنا الغراء بالأغلبية التشريعية ولا أنسى أبداً هذا التاريخ 25/1/2006م وكنت في رحلة مع الطلبة في صحراء الواحات ولم يصلني الخبر إلا يوم 26/1/2006م صباحاً.

وسمعت معظم خطب الجمعة للأستاذ القائد إسماعيل هنية وكلماته وأستاذنا الزعيم القائد خالد مشعل، ولَكَم عبَّرتُ عنهم وقلتُ: "إن حماس تعلم الناس كيف تُمارَس السياسة النظيفة".

وتابعت – كما تابع الكثير منكم – كيف تعاملت حماس مع مَن وضع يده في يد الكيان درءاً للفتنة واحتراماً للشرعية، ورغبة في التوحد وأملاً في التوافق، وحرصاً على لم الشمل وإعلاناً للقبول بمبدأ الشراكة السياسية والمُضِيِ قُدُماً في طريق التحرر.

ورأيتُ كيف تَخَلَّت معظم الدول العربية عن حماس فعلياً، على الرغم من تدعيم بعضها لهم على الورق بالقرارات والتأييد والمساعدات، وللأسف ذلك فضلاً عن تخلي العالم وما يسمى بالمجتمع الدولي كله!!

وتابعتُ أيضاً زعيم العملاء والخونة المدعو محمد دحلان، وهو يقود الفتنة وتسري قواته في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً منذ أن فازت حماس، ومحاولته لوأد اتفاق مكة، وأخيراً تأجيجه للوضع في غزة.

وقرأت وسمعت ورأيت الندائات التي أصدرها كل قيادات إخواننا في الداخل والخارج لقيادات فتح، وعلى رأسهم عباس، بإنهاء هذه الأوضاع ولاحياة لمن تنادي!

ولكن رغم كل ذلك لم أكن أحب أن تصل الأمور إلى هذا الحد ووقفت عاجزاً تماماً عن التحليل والرد!

هل انتهى الحلم الذي رأينا فيه أول حكومة بقيادة إخوانية مخلصة، تؤم الناس في الصلاة وترفع الأذان وتدوس على متاع الدنيا وتضحي وتضرب المثل بالقدوة وتلتقي بالشعب في المساجد، وتبذل وتفكر لحل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية، وتتعاون مع مخالفيها قبل مؤيديها ولاتتنازل عن الثوابت؟!

سنرى بعد انقلاب "عباس" على الدستور والقانون الأساسي الفلسطيني (الدستور)، وتكليفه لسلام فياض بتشكيل حكومة ما أسماها "إنفاذ حالة طوارئ" وهو ما تم بالفعل وأقسمت اليمين أمامه ظهر أمس!!

اللهم كن مع إخواننا، اللهم اهدِ لهم أنفسهم، اللهم بصِّرهم بالحق، اللهم اختر لهم الخير، اللهم اعف عنهم، وبارك في اجتهادهم واختر لإخواننا الفلسطينيين جميعاً خير ما تحب وترضى.

أخوكم الغارق في الألم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠٠٧

حديث الذكريات....الحلقة الأولى

السلام عليكم
لأني سأجعل حديثي منصب على الذكريات فسأحاول ألا أجعله مذكرات تفصيلية، وذلك
حتى أخرج من موضوع الفردية إلى موضوع الاستفادة العامة.
لا أقصد أني من العظماء حتى يستفيد الناس من ذكرياتي أوما سأحكي، ولكن بتعليقات
الحاضرين سأستفيد، يوجهونني وينصحونني، يقترحون ويناقشون، نتدارس سوياً الماضي
ونخرج منه بالدروس حتى نعظم الإيجابيات ونتجنب السلبيات.
وفي حقيقة الأمر أستشعر بأمانة في نقل بعض الأحداث التي مرت بي، لأنها تتعلق بالشأن
العام، وهكذا حال كل الإخوان تقريباً.
وأحب أن أُعَرِّفَ مَن لا يعرفني ببعض المعلومات عن نفسي، حتى تفهموا شخصية كاتب
هذه السطور.سأحاول أن أجعل ذلك في صورة نقاط ملخصة حتى أمنع الملل.
(النشأة والطفولة):
- نشأتُ في أسرة مصرية صاحبة خلق ومبادئ ومحترمة جداً من فضل الله، ومن مستوى
متوسط.

- جاهد أبي – بارك الله فيه – في الإنفاق على تعليمي وبالفعل أدخلني مدرسة لغات مستوى
رفيع (يعني درست الرياضيات والعلوم بالإنجليزي حتى الثانوية العامة)، وسأظل إلى أن
أموت أدعو له في هذا الخصوص بالذات لأن اللغة نفعتني – ولازالت – أيما نفع، فجزاه الله عني خيراً، وبفطرته السليمة النقية جمع بين ذلك وبين أن تكون مدرستي إسلامية، وكانت تقريباً أول مدرسة في مصر (أو من أوائل) التي تكون إسلامية لغات مستوى رفيع (تختلف عن الخاصة، حيث الخاصة تدرس مادة لغة إنجليزية إضافية ولكن تدرس الرياضيات والعلوم بالعربي أيضاً).

- ربَّتنا أمي على الخلق العالي المتين – جزاها الله خيراً – بفطرة نقية أيضاً، وحثَّتنا دائماً أن نكون مختلفين عن المجتمع، نسعى للتميز والتفوق والتقدم، وكانت أول من التزم في البيت وأنا في مراحل التعليم الابتدائي، فبدأت تعلمني التجويد وانتظَمَت هي في حضور دروس أخوات الحي، وشجعتني ودفعتني دائماً لحفظ القرآن في أجازات العام الدراسي.

- عشت طفولة مشحونة بالنشاط، فبفضل الله كنت متفوقاً دراسياً، واكتشفت أمي موهبة صوتي، وكان ذلك قرب نهاية المرحلة الابتدائية، فقرأت هي وأبي إعلاناً بالجريدة عن اختبارات بدار الأوبرا لكورال الأطفال، فقالت: "نذهب، وَلْينضم لفريق الإنشاد الديني إذا نجح في الاختبار"، وذهبت ونجحت في امتحان الأوبرا بتفوق، ولم يكن هناك فريق إنشاد ديني للأطفال، فانضممت لفريق كورال الأطفال، وكنت أغني أغاني عبد الوهاب وعبد الحليم والموشحات العربية القديمة...إلخ. وبجانب ذلك اشتركت في نادي المسلم الصغير، وسجَّلت حوالي 13 حلقة تليفزيونية به مع الأستاذ مرزوق هلال، وبالإضافة لذلك كنت قائداً لفريق المسرح بالمدرسة وطبعاً لفريق الغناء، وتزامن ذلك مع اشتراكي في مسابقات إلقاء الشِعر وحفظ القرآن، كل ذلك كان في نهاية الابتدائية والمرحلة الإعدادية.

- كان الصف الأول الإعدادي نقطة تحول في حياتي، فقابلت أستاذا اسمه: أحمد عبد الرازق التوني في المدرسة وكان قد تم تعيينه حديثاً في مدرستنا مدرساً للغة العربية، هو الذي غيَّر المدرسة وعاد بها لمعنى "إسلامية" بحق، علَّمنا الأناشيد عن القدس وفلسطين والجهاد (ولم يكن هناك أناشيد غير ذلك إلا قليلاً في ذلك الوقت – 1989/1990)، علَّمنا أذكار ختام الصلاة ورجع بجماعة الظهر للجدية التي كانت غابت عنها. هو الذي عرَّفنا أنشطة الإدارة التعليمية ودخل بنا في مسابقات على مستوى الإدارة والمحافظة. عرَّفني وكل الفصول التي درَّسَ لها على الأستاذ مرزوق هلال "رئيس نادي المسلم الصغير"، واستخدمنا جميعاً في حلقات البرنامج. صادَقَ كل تلامذته تقريباً على مختلف سلوكياتهم وأخلاقهم. وبالفعل أَحَبَّه كل من في المدرسة وأثَّر فينا جميعاً تأثيراً عميقاً. وعمَّقَ ذلك إحساسي بالانتماء الإسلامي.

- وبذلك تزامن أكثر من عنصر في هذه الفترة كلها يصب في أسلمة الفكر، التزام أمي، مدرستي الإسلامية، أستاذ أحمد والأنشطة التي حرَّكنا فيها، وعدم اعتراض أبي الهادئ الطبع بل تشجيعه المستمر لكل ذلك. وكنت في ظل كل هذه الظروف أغني في الأوبرا في نفس الوقت وكنت قائداً لمجموعة من الأطفال هناك، ومثَّلت أوبرات بالفرنساوي والإيطالي، واشتركت في بضع وعشرين (أو ثلاثين) حفلة غنائية.
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية بإذن الله...
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الأربعاء، ١٣ يونيو ٢٠٠٧

خاطرة بعد الفجر...مقدمة الذكريات

السلام عليكم
صباح الفل على الكل...
راودني كثيراً أن أسجل بعض من ذكريات حياتي...
ولكني كنت أسأل نفسي، لماذا أسجلها؟ ولمن؟ ومن أنا حتى تحظى بالقراءة؟ وماذا عساه أن يكون فيها حتى يستفيد منها أحد ما؟
بدأ الأمر ببداية تسجيلي لبعض الذكريات المتقطعة غير المرتبة في بعض المنتديات، إلى أن ظهرت المدونات...
فقررت أن يكون لي منها نصيب...
وهل معنى ذلك أنني وجدت إجابة على أسئلتي المذكورة عاليه؟
نعم...
بعد طول تفكير، اقتنعت بأن حياة كل منا هي مهمة على الأقل بالنسبة له، حتى ولو لم يقتنع بذلك الآخرون، فهذا حقهم، وليس هناك شك أن هناك من المواقف التي تقابل كلاً منا وهو الذي يؤثرعلى اتجاهات حياتنا ومساراتها بعد ذلك.
وبعد أن حُلَّت مشكلة الناشر والمكان الذي أريده أن يضم خواطري بظهور المدونات، هان الأمر كثيراً.
ولعل مَنَّ الله وفضله علينا بانتمائنا للحركة الإسلامية بمعناها الواسع هو ما أضاف للحياة قيمةً ومعنى وعمقاً وأصبحت الذكريات لا تتعلق بشخصي، وإنما تتعلق بوحدة من منظومة كبيرة ومتداخلة - بفضل الله - تتأثر بكل ما ومن حولها وتسأل الله أن يعينها على التأثير الإيجابي في ذلك كله.
ادعوا الله لي أن تكون هذه بداية خير لتسجيل ما أريد تسجيله...
وأتمنى أن أجد تعليقاتكم وأستفيد منها...
أخوكم/
المنشد العام

الأحد، ١٠ يونيو ٢٠٠٧

خواطر بعد الفجر...إلى حبيبي البعيد القريب المهندس ياسر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباح الفل على الجميع
أخي الأكبر وحبيبي ومستشاري (المهندس ياسر)...
تعرفت عليه منذ حوالي 7 سنوات، يكبرني بحوالي 15 سنة.
كنت - ولازلت - دائماً أستشيره في معظم شأني وخططي. ولم أكن أنا الوحيد، فقليل هو الذي لا يستشيره.
استشرته في شهر العسل وساعدني بالفعل بأن حجز لي جزء منه.
استشرته في سيارتي قبل أن أشتريها، ونصحني.
استشرته في كثير من أمور زواجي وتفاهمي مع زوجتي...إلخ.
والعجب أنني أجده يعلم كل صغيرة وكبيرة عن مجتمع أصدقائنا المشتركين، بل ودائماً أجد له دوراً رئيسياً.
موجود بالأفراح والأتراح، موجود بالأحداث الصغيرة والكبيرة، موجود بين الصغار قبل الكبار.
دائماً يمد يده بالمساعدة، بل قبل أن تطلبها منه، يسر الله عليه وجعله متيسراً بفضله، فكان ما في جيبه مستعداً لأن يخرج ويُنفَق على غيره قبل أن يكون على نفسه وأهل بيته وأسرته.
قصة كفاحه غريبة جداً ومليئة بالتوكل، وقد حكاها لي...
تقدم لزوجته وهو خريج جديد، ولم يكن يعلم موقفه من الجيش، ولم يكن استقر في عمل بعد، وكل ما كان يملكه إمكانياته العقلية وثقته العميقة بأن الله سيرزقه مصداقاً لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "ابتغوا الرزق في النكاح".
ونوى أن يقترض حتى أموال شبكته التي سيقدمها لعروسه، فإذا به وهو في هذه الأحداث يأتيه نبأ إعفاءه من الجيش (أو التأجيل - لا أتذكر تحديداً) ويأتيه نبأ العمل في نفس الوقت، وبدأت رحلته، حتى أنعم الله عليه وصار من المتيسرين من فضل الله كما ذكرت آنفاً.
وهكذا لا تدوم الدنيا، فقد تعرض في الشهور القليلة لما يتعرض له الشرفاء في وطننا الحزين، فكانت شركته من بين المفروضة عليها الحراسة من شركات الإخوان، ولازال ستر الله يحفه ويجاهد مع إخوانه وزملائه في هذا البلد الصعب.
وجدته يقول لي: "هفيت على دماغي يا وله، فدخلت مدونتك، شيء جميل واللهِ وزي الفل"...
كم عنى ذلك لي الكثير، كم تعني لي كلمة تقدير من أخ أحبه في الله وأسمع نصائحه ...
كم أحبك يا أخي ياسر وكم أتمنى أن ندخل الجنة سوياً.
وكلمة يهمس بها أخيك الصغير الذي تعلم منك الكثير، ولا أقولها إلا لله: "سامح إخوانك واعذرهم، وإن شاء الله تعود بقوة للمكان الذي تريد، ولعل في هذا خيراً لك، وأقسم لك أن كل هذه صغائر، ويبقى لك الصحبة الصالحة في الجنة بإذن الله. وإن كان بعضهم قد آلمك فسامحه، وبما أنك في الأراضي المقدسة فادع لنفسك ولهم ولدعوتنا جميعاً. أنت الذي كنت علامة على التعايش مع مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والتربوية، أنت الذي علمتنا أن الإنسان لا يقاس بقينته المادية. اعلم أن بعضاً ممن لم يعذروك في ظروف شديدة خانهم الفهم في هذا الموقف، ولكنهم يحبونك من كل قلوبهم. أنا متفهم أنك كنت تحتاجهم بشدة وخاصة فيما ألم بك من ظروف ولكن هكذا الدنيا وهكذا ذنوبنا تفسد علينا كثيرا مما نحب أن يكون منصلحا. أقسم أنني لا أعلم تفاصيل كثيرة، ولكن كل ما أريد أن تعود تترعرع وتتجول بين إخوانك جميعاً كما كنت من قبل"
أخوك الصغير/
المنشد العام