الأحد، ١٠ يونيو ٢٠٠٧

خواطر بعد الفجر...إلى حبيبي البعيد القريب المهندس ياسر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباح الفل على الجميع
أخي الأكبر وحبيبي ومستشاري (المهندس ياسر)...
تعرفت عليه منذ حوالي 7 سنوات، يكبرني بحوالي 15 سنة.
كنت - ولازلت - دائماً أستشيره في معظم شأني وخططي. ولم أكن أنا الوحيد، فقليل هو الذي لا يستشيره.
استشرته في شهر العسل وساعدني بالفعل بأن حجز لي جزء منه.
استشرته في سيارتي قبل أن أشتريها، ونصحني.
استشرته في كثير من أمور زواجي وتفاهمي مع زوجتي...إلخ.
والعجب أنني أجده يعلم كل صغيرة وكبيرة عن مجتمع أصدقائنا المشتركين، بل ودائماً أجد له دوراً رئيسياً.
موجود بالأفراح والأتراح، موجود بالأحداث الصغيرة والكبيرة، موجود بين الصغار قبل الكبار.
دائماً يمد يده بالمساعدة، بل قبل أن تطلبها منه، يسر الله عليه وجعله متيسراً بفضله، فكان ما في جيبه مستعداً لأن يخرج ويُنفَق على غيره قبل أن يكون على نفسه وأهل بيته وأسرته.
قصة كفاحه غريبة جداً ومليئة بالتوكل، وقد حكاها لي...
تقدم لزوجته وهو خريج جديد، ولم يكن يعلم موقفه من الجيش، ولم يكن استقر في عمل بعد، وكل ما كان يملكه إمكانياته العقلية وثقته العميقة بأن الله سيرزقه مصداقاً لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "ابتغوا الرزق في النكاح".
ونوى أن يقترض حتى أموال شبكته التي سيقدمها لعروسه، فإذا به وهو في هذه الأحداث يأتيه نبأ إعفاءه من الجيش (أو التأجيل - لا أتذكر تحديداً) ويأتيه نبأ العمل في نفس الوقت، وبدأت رحلته، حتى أنعم الله عليه وصار من المتيسرين من فضل الله كما ذكرت آنفاً.
وهكذا لا تدوم الدنيا، فقد تعرض في الشهور القليلة لما يتعرض له الشرفاء في وطننا الحزين، فكانت شركته من بين المفروضة عليها الحراسة من شركات الإخوان، ولازال ستر الله يحفه ويجاهد مع إخوانه وزملائه في هذا البلد الصعب.
وجدته يقول لي: "هفيت على دماغي يا وله، فدخلت مدونتك، شيء جميل واللهِ وزي الفل"...
كم عنى ذلك لي الكثير، كم تعني لي كلمة تقدير من أخ أحبه في الله وأسمع نصائحه ...
كم أحبك يا أخي ياسر وكم أتمنى أن ندخل الجنة سوياً.
وكلمة يهمس بها أخيك الصغير الذي تعلم منك الكثير، ولا أقولها إلا لله: "سامح إخوانك واعذرهم، وإن شاء الله تعود بقوة للمكان الذي تريد، ولعل في هذا خيراً لك، وأقسم لك أن كل هذه صغائر، ويبقى لك الصحبة الصالحة في الجنة بإذن الله. وإن كان بعضهم قد آلمك فسامحه، وبما أنك في الأراضي المقدسة فادع لنفسك ولهم ولدعوتنا جميعاً. أنت الذي كنت علامة على التعايش مع مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والتربوية، أنت الذي علمتنا أن الإنسان لا يقاس بقينته المادية. اعلم أن بعضاً ممن لم يعذروك في ظروف شديدة خانهم الفهم في هذا الموقف، ولكنهم يحبونك من كل قلوبهم. أنا متفهم أنك كنت تحتاجهم بشدة وخاصة فيما ألم بك من ظروف ولكن هكذا الدنيا وهكذا ذنوبنا تفسد علينا كثيرا مما نحب أن يكون منصلحا. أقسم أنني لا أعلم تفاصيل كثيرة، ولكن كل ما أريد أن تعود تترعرع وتتجول بين إخوانك جميعاً كما كنت من قبل"
أخوك الصغير/
المنشد العام

ليست هناك تعليقات: