السبت، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٧

ذكريات وخواطر أول أسرة إخوانية بالسعودية

دق جرس جوالي، ووجدته يقول بلهجة مصرية لا تخطئها أي أذن مصرية: "الأخ فلان..." فرددت عليه: "أيوة يا فندم، مين معايا؟"، فردَّ ثانيةً قائلاً: "معك أخوك فلان"، طار قلبي من السعادة عندما تحدثنا للمرة الأولى، وفهمتُ مباشرة مَن الذي يحدثني، أخيراً سأقابل إخواني وأنعم بدفء الجماعة الذي حُرِمتُ منه على مدار شهرين تقريباً!!
اتفقنا وتقابلنا، وكان اللقاء الأول. عادت لقاءات الأحبة الأطهار أصحاب البسمة الدائمة، عادت لقاءات تَدَارُس القرآن والسيرة والتفسير ورسائل الإمام المؤسس وفقه الدعوة. عاد المزاح البريء لحياتي، عادت التَذْكِرَة بالخير والأعمال الصالحة، عادت مقابلة الصالحين الذين يدفعونك للأمام ويذكروك إذا نسيت ويعينوك إذا ذكرت.
الأخ بدون إخوانه، كالسمك الذي يخرج من الماء، تحولت الغربة لشكل آخر تماماً، أصبح لها جانبٌ مضيء، أصبح فيها ما تندم على فراقه، أصبح فيها ما يجعل لحياتك قيمة.

أتدرك معنى أن يُنشِأَ شخصٌ تنظيماً أو جماعةً، أينما سافرت تقريباً بين الدول العربية والإسلامية وجدته؟! لقد أرسى الإمام البنا قواعد الأخوة الإيمانية الصادقة التي لا تحدها حدود أو بلاد، لقد أعان الإمام البنا كلٌ منا على عدم الإحساس بالغربة، لقد ساهم الإمام البنا في تعميق العلاقة بين أقطارنا العربية والإسلامية بل وفي أمريكا وأوروبا وجزء كبير جداً من باقي أنحاء العالم، لم يتحدث بكلام إنشائيٍّ، بل عَمِلَ وما نام إلا قليلاً، ورأى بأم عينيه تنظيمه وهو يمتد قبل موته لفلسطين والأردن وسوريا، ولم يقدر الله له أن يرى بعد ذلك ما أحدثه استشهاده وما أيقظه في قلوب المؤمنين من أساتذتنا وقادتنا وعلاماتنا على طريق الدعوة من إصرار وعزيمة وقوة بذل من أجل مواصلة مسيرته حتى خرجوا بعد 20 عاماً من السجن واستمروا في طريق دعوتهم، وأعادوا بناء هذا الصرح العظيم بعد أن حاول المغرضون هدمه وفشلوا بفضل الله ونعمته وذهبوا هم وبَقِيَ البناء، بل بَقِيَ العديد من الذين أرادوا إزهاق أرواحهم، ظناً منهم أن ذلك سيقضي على الفكرة والرسالة، ولكن هيهات هيهات!!

اللهم ارحمه رحمة واسعة، اللهم اجمعنا به في مستقر رحمتك، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً.

اجتمعنا بمختلف مشاربنا وأفكارنا، من بيئات مختلفة ومواعين تربوية مختلفة، ولكن على قلب رجل واحد! نفس الاهتمامات والأولويات، نفس الروح، نفس الأمنيات، تختلف شخصياتنا وتتوحد أهدافنا.
قرأنا وتدبرنا وكان نعم اللقاء بفضل الله ومنته، وتذاكرنا وتعارفنا ومزحنا، ومباشرةً نبت الحب في قلب كلٌ منا للآخر على رغم فرق السن، ولكنه الحب في الله وطريق الدعوة الذي أنعم الله علينا به نعمة إذا بتنا نحمد الله عليها مع كل نَفَس في الـ 24 ساعة لن نوفي المولى عز وجل ولو جزء من حقه علينا.

الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإخوان، وذلك من باب التحدث بنعمة الله.
يا أيها الزائر من غير الإخوان، أدعوك لتتفكر في هذه الدعوة المباركة، أدعوك لتقرأ عنها، أدعوك للتفكر في حالك ومآلك وما أنت فاعلٌ في دنياك، ابحث عن الصحبة الصالحة التي تدفعك لبناء نفسك والعمل لآخرتك، ابحث عن الصحبة الصالحة التي تُعلي فيك قيم الإيجابية وحب التغيير ونصرة دين الحق والعدل.
أدعوك لصوت الحق والقوة والحرية...

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين

الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧

...وغياباً ثانياً

...إخواني الفضلاء وأخواتي الفضليات
غبت عنكم ثانية وأشكر كل من سأل عني، وقد عدتُ إلى الرياض بعد قضاء شهر في الكنانة كان قاسياً لما مرَّ فيه من حالتيَّ وفاة في الأسرة، وقد عدتُ وانخرطتُ في العمل وانشغلتُ فيه - ولازلتُ - ولكني اقتنصت بضع دقائق لأكتب لكم والآن أستعد للسفر للقصيم إن شاء الله في رحلة عمل أيضاً.
كم أردتُ أن أسجل ذكريات أول أسرة إخوانية بالسعودية، وكم هي نعمة الله وفضله أن منَّ علينا بهذه الجماعة وهذا الصف الصالح الذي يحتويك ويحتضنك في أي بقعة من يقاع الأرض تقريباً بفضل الله.
وكم أردتُ أن أسجل الكثير من خواطر الأجازة وأحداثها، وكم أردت أن أستعيد تسجيل بعض الحلقات في حلقات الذكريات مع الجماعة ولكن أعود فأقول يشغلني العمل بشدة.
انتظروني بإذن الله لأسجل كل ذلك على قدر الاستطاعة، وحتى ذلك الوقت أسألكم الدعاء وإلى لقاء قريب، ولا تحرموني من زياراتكم.
/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين