الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠٠٧

خواطر حول السفر...الحلقة الثانية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله، فعلى الرغم من كَوْن السفر في زمننا الحالي أسهل بكثير منه في الأزمنة الفائتة، إلا أن الاطمئنان الداخلي قلَّ كثيراً، إلى جانب أن الواحد منا – وبخاصة الملتزم أو من يظن نفسه كذلك – إذا نظر لنفسه وهو يستعد للسفر يتعجب كيف أن هذا الذي يجتهد في الأسباب لتحقيق الأمان المادي والاجتماعي في الدنيا لنفسه ولأسرته هو ذاته الذي يدعي أنه يتخذ المعقول من الأسباب التي توصله للآخرة!! شتَّان واللهِ يا إخواني للأسف الشديد، وكلٌ منهم سفر، بل السفر للآخرة هو اليقين وهو الواقع لا محالة.

كيف يفكر الواحد منا طريقة تأمين حياة أسرته في غيابه للسفر ويتأكد من توفير كل سبل الحياة الكريمة وما يحتاجونه من أموال وسيارة وتدبير مختلف الأمور. كيف يشتري كل ما سيجهدهم شراؤه أثناء غيابه قبل السفر، وكيف يضبط أموره المالية واستحقاقاته المختلفة. كيف يظل يفكر فيما سيحتاجه أثناء سفره وهو يجهز حقيبته، سأحتاج كذا وكذا ويجب أن أشتؤي كذا علِّي أجده غاليَ الثمن هناك، وسأحتاج لكذا وكذا، ويجب أن أمر على فلان حتى آخذ منه كذا لأنه سيفيدني في رحلتي، يجب أن أسلم على أقاربي وأودعهم، يجب أن أجتهد في غلق كل ملفات معاملاتي المفتوحة...إلى آخر ذلك من أسئلة وتدابير واحتياطات يأخذها كلٌ منا عند سفره، فهل يا تُرى نفكر للآخرة بنفس القدر والكيفية؟! يارب أعِنَّا واغفر لنا وثبِّتنا على الحق.

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

ليست هناك تعليقات: