ذكرى محزنة...ذكرى مفرحة...
ذكرى مريحة...ذكرى مؤلمة...
ذكرى بعيدة...ذكرى قريبة...
ذكرى طفولة...ذكرى شباب...
ذكرى مبكية...ذكرى مضحكة...
ذكرى مُنوِّمة...ذكرى مفيقة...
دارت بخلدي العديد من الذكريات المتنوعة، وكان لذلك قصة غريبة، فنظام شركتنا في تسكين الغرباء عن البلد الذي يعملون فيه أن يسكن في الشقة فردين، ولكن بعد حوالي أسبوعين من وصولي، غادر شريكي في الشقة فأصبحت بمفردي...
كلُ هذا عاديٌّ جداً، فلقد عشتُ 9 أشهر ببيروت بمفردي أيضاً، فليست هذه هي المرة الأولى التي أقضي فيها فترات طويلة بمفردي. ويكون قضاء الوقت بعد يوم عمل شاق أو طويل أو ممل، غالباً بين قناةٍ وأخرى في التليفزيون، إما "الأقصى" أو"الجزيرة"، أو العاشرة مساء بـ "دريم 2" أو 90 دقيقة بـ "المحور" أو فيلم إحنا بتوع الأتوبيس بـ "ميلودي أفلام" أو...أو...
وبقية الوقت بين الوِرد القرآني، وشرب الشاي وأكل الفاكهة، وبعض القراءة والكتابة على الكمبيوتر، وذلك حتى ينتهي اليوم استعداداً ليوم ببرنامج مشابه في الغالب.
وحدث ما لم يكن في الحسبان، فتعطل التليفزيون، فاضطررتُ أن أستغنى عن الوسيلة الرئيسية في قضاء الوقت!
ولكن بحمد الله كان لذلك أثرٌ جميل، فقد أخذتُ أُقَلِّبُ الكمبيوتر وما به من كنوزٍ مَنَّ اللهُ عليَّ بجمعها طوال الأعوام الماضية، وهذا هو بيت القصيد...
- أول ما يقلب عليَّ الذكريات هو الدعاء والمناجاة وقراءة القرآن للدكتور "خالد أبو شادي" وهو بالطبع غير متوفر في كاسيت، بل على الكمبيوتر فقط، ويالَلراحة التي يسببها لي صوت الدكتور الذي أصفه بالشَجِن، وأسأل الله أن ينفعنا بتلاوته ودعائه ومناجاته المحركة للقلب وإن كان من الحجر (إن شاء الله) وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
ذكرى مريحة...ذكرى مؤلمة...
ذكرى بعيدة...ذكرى قريبة...
ذكرى طفولة...ذكرى شباب...
ذكرى مبكية...ذكرى مضحكة...
ذكرى مُنوِّمة...ذكرى مفيقة...
دارت بخلدي العديد من الذكريات المتنوعة، وكان لذلك قصة غريبة، فنظام شركتنا في تسكين الغرباء عن البلد الذي يعملون فيه أن يسكن في الشقة فردين، ولكن بعد حوالي أسبوعين من وصولي، غادر شريكي في الشقة فأصبحت بمفردي...
كلُ هذا عاديٌّ جداً، فلقد عشتُ 9 أشهر ببيروت بمفردي أيضاً، فليست هذه هي المرة الأولى التي أقضي فيها فترات طويلة بمفردي. ويكون قضاء الوقت بعد يوم عمل شاق أو طويل أو ممل، غالباً بين قناةٍ وأخرى في التليفزيون، إما "الأقصى" أو"الجزيرة"، أو العاشرة مساء بـ "دريم 2" أو 90 دقيقة بـ "المحور" أو فيلم إحنا بتوع الأتوبيس بـ "ميلودي أفلام" أو...أو...
وبقية الوقت بين الوِرد القرآني، وشرب الشاي وأكل الفاكهة، وبعض القراءة والكتابة على الكمبيوتر، وذلك حتى ينتهي اليوم استعداداً ليوم ببرنامج مشابه في الغالب.
وحدث ما لم يكن في الحسبان، فتعطل التليفزيون، فاضطررتُ أن أستغنى عن الوسيلة الرئيسية في قضاء الوقت!
ولكن بحمد الله كان لذلك أثرٌ جميل، فقد أخذتُ أُقَلِّبُ الكمبيوتر وما به من كنوزٍ مَنَّ اللهُ عليَّ بجمعها طوال الأعوام الماضية، وهذا هو بيت القصيد...
- أول ما يقلب عليَّ الذكريات هو الدعاء والمناجاة وقراءة القرآن للدكتور "خالد أبو شادي" وهو بالطبع غير متوفر في كاسيت، بل على الكمبيوتر فقط، ويالَلراحة التي يسببها لي صوت الدكتور الذي أصفه بالشَجِن، وأسأل الله أن ينفعنا بتلاوته ودعائه ومناجاته المحركة للقلب وإن كان من الحجر (إن شاء الله) وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
- وهذه أنشودة "أخي في فؤادي وفي مسمعي" قد قلَّبَت عليَّ ذكريات مع إخواني بالجامعة وأوقات جميلة قضيناها سوياً، وندمٌ شديد على كل لحظة مرت ولم يستفد الواحد منا فيها بهذا الجو الذي يناديك: "اعمل فيَّ بالدعوة فلن يمر عليك وقت كهذا في عمرك كله!!" وبالفعل، وياليت سنين الجامعة تضاعفت 3 أو 4 أضغاف!!
- وأنشودة: "سامعة أيوة دي دقة قلبي بتسأل من فرحتها...بقى معقولة اليوم ده فرحنا؟" قلَّبت عليَّ ذكريات أجمل أيام عمري بفضل الله، وهو يوم زواجي من زوجتي الحبيبة، التي اشتقت لها شوقاً كبيراً في أول سفر يفرقنا عن بعضنا. اشتقت لبسمتها في وجهي حين أدخل منهكاً من يوم عمل طويل، ولنقاشها في مشكلة من مشاكلها مع الأخوات في العمل أو أي مشكلة أخرى. اشتقتُ لتمشيتنا معاً لنشتري كل أغراضنا، أو جلوسنا سوياً في النادي، أو على مائدة عشاء أدعوها عليه مفاجئاً إياها به عن طريق sms فأرى السعادة والفرحة في عينيها الرقيقتين...
- وأغنية: "أحلف بإني أعيش لفكرة أحلى ما فيها ثوابها بكرة" قلَّبت عليَّ ذكرى وَضْع أساتذتي وقادتي خلف أسوار سجنٍ ظالمٍ، وأن ما أشعر به من وحدة وأقسى منه بكثير يشعر به إخواني وأخواتي أبناء وأهالي المعتقلين، وهو أقسى لأن فيه نوعاً من الإذلال، فعلى الأقل أنا أعيش حراً وأتكسب من سفري، ولا تعاني أسرتي إلا من فراقي، والذي هو مؤقت بإذن الله ومعلومة مدته، ولكن إخواني الكبار وأساتذتي غُيِّبوا دون ذنب أو جريرة، وعلى فجأة وفي سجن وليس في مجرد بلد غريبة، وما أدراك ما سجون مصر، ولمدة غير معلومة، بل حتى لم يبدأ حسابها بعد لأن الحُكْم المُجّهَّز مُسَبَّقاً يماطل العسكريون المأمورون في النطق به لإضفاء شرعية على المحاكمة الظالمة، وسُلِبَت منهم أموالهم وحُرِموا من ثرواتٍ ظلوا يبنوا فيها عشرات السنين ويرثوها ويكبِّروها بجهد وعرق وبذل، وهم في نفس بلد أبنائهم ولكنهم محرومين منهم إلا من لقاء عابر في ميعاد الزيارة المليء بالذل والمهانة لأعظم رجال وأهلهم في وطني المسلوب!!
- ومسرحية "شقلبة" قلَّبت عليَّ ذكرى حمايَ رحمه الله الذي عمل في نقابة المهندسين رئيساً لإحدى شُعَب الهندسة بجانب عمله الدعوي الثقيل الذي كلفه به الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله، وظل فيه وقتاً طويلاً، حتى بعد موت الأستاذ عمر، وكيف أن فرقة "شباب المهندسين" التي قدمها مسرح نقابة المهندسين، أو بلفظ آخر: مسرح الإخوان المسلمين على خشبة النقابة، كانت/كان إحدى/أحد نتاجات عمل هذا الجيل العظيم – أقصد جيل حمايَ – عملاً دؤوباً دون كلل أو ملل، لينشروا دعوة الإسلام الشاملة بمختلف الوسائل الدعوية بعد خروجهم من سجون عبد الناصر، من دورات ورحلات وندوات ومؤتمرات بل وفن عميق وكبير مثل المسرح، وكيف كان مسرح النقابة أول مسرح إسلامي شبابي تقريباً يظهر بمصر بعد غياب طويل، وأين جيلنا من هذا الجيل وأين بذلنا أو تحديداً أين بذلي وأين أنا من هذا كله؟ وللأسف الشديد فلم يتغير كثير مما ناقَشَتْهُ هذه المسرحية الجميلة النافعة!!
- ولم أستسِغ سماع الأغاني العادية وخاصة من النساء طوال هذه الفترة من حياتي باستثناء النادر واليسير جداً والذي يأتي صطفة وفي معظم الأحيان دون قصد، ولم يبدأ ذلك إلا بعد زواجي تقريباً (باستثناء فترة الأوبرا في الطفولة بالطبع)، فمعظم سماعي لذلك لإهدائه لزوجتي الحبيبة أو لأعيش في ذكرى معينة بيننا. فكانت أغنية: "ماشربتش من نيلها...جربت تغني لها" وهي ليست على الكمبيوتر واكتشفتها صطفة أيضاً وأنا أقلب بين القنوات (قبل عطل التليفزيون) ولكن ما دمنا نتحدث عن خواطر منفصلة فهي من هذه الخواطر، ومَن يعرف فيكم هذه الأغنية يعلم كم أن كلماتها رهيبة ومؤثرة للغاية، وهي تؤثر في كل مَن في الغربة، وقلَّبَت عليَّ تلالاً من الذكريات الأليمة والمفرحة في آن واحد، فهي ذكريات وجودي في بلدي عموماً!!
- وهذه "الكتب الكثيرة" المسجلة على كمبيوتري ومعظمها لم أقرأه، وأخذتني ظروف الحياة ولم أنتبه لها إلا قليلاً، ألم تأتِ الفرصة الآن لقرائتها والانتفاع بها؟ وإلا أين ستسنح فرصة أفضل من ذلك؟ وقلَّب ذلك عليَّ ذكرى أيام كنتُ أقضيها بحثاً على الإنترنت عن كتاب نادر غير موجود بالسوق كـ:"معالم في الطريق" للشهيد سيد قطب مثلاً.
- وأنشودة: "سنين عمري...مفيش في الدنيا دي قوة هتبعد رحمته عنك" حرَّكت داخلي معنى التوبة الرحمة الذي أحتاجه بشدة وأسأل الله أن يعينني وجميع إخواني عليها وأن يثبتنا بعد هذه التوبة...
كثيرة هي الخواطر...ومتنوعة...منها ما ذكرتُه ومنها ما لم أذكره...
منها الخاص ومنها العام...ولكني أزعم أن ما ساعد على تقليبها عليَّ ليس فقط عطل التليفزيون ووجود الكمبيوتر بل أيضاً الغربة، لأن معظم ذكرياتي مرتبطة بوطني الذي نشأتُ وعشتُ فيه!!
فوجدتُ مقولة تخرج من صدري وقلبي: "وما الوطن إلا ذكريات"!!
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين