الثلاثاء، ١٤ أغسطس ٢٠٠٧

القيادات...حائط صد

كنتُ قد كتبتُ هذه الخاطرة بحسب ما أتذكر على ملتقى الإخوان، وها هي الأحداث تثبتها وتزيدها منطقية.

حَكَى لي أحد إخواني الثقات أنه منذ حوالي 6 سنوات (2001) ذهب أحد الدعاة المشهورين من أبناء دعوة الإخوان (وهم كُثُر بفضل الله) إلى الأستاذ الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، ليشتكي له من الشهرة ومن ملاحقة الصحفيين ووسائل الإعلام، ومن حرمانه من لقائات الإخوان وشوقه إليهم، حيث تم منعه من حضور أي لقاء إخواني حرصاً عليه ولمصلحة الدعوة (وكان هذا هو قرار مسئول المكتب الإداري التابع له هذا الأخ بالتنسيق مع الحاج مصطفى مشهور رحمه الله كمرشد عام للجماعة).

فقال له الدكتور محمود: "يا فلان...اثبت فأنت على ثغرة من ثغور الإسلام"، وبعدها بأشهرٍ قليلة تم تحويل الدكتور محمود إلى المحكمة العسكرية عام 2001 والتي حُكِمَ عليه فيها بخمس سنوات في ما سُمِّيَ بقضية الأساتذة.
فخَطَرَ لي خاطرٌ أن الله سبحانه وتعالي قد أضاف رداً عملياً للرد النظري الذي ذكره الدكتور محمود لأخينا الداعية، فها هو الدكتور قد قبع في غياهب السجن 3 أعوام، وظل أخونا – بارك الله فيه – يملأ الدنيا دعوةً وحركةً لله عزوجل، وكأن إخواننا في مكتب الإرشاد أو القيادات عموماً وبخاصة المعروفين للأمن، يمثلون حائطَ صدٍ لبقية الصف.
فلن يستطيع النظام أن يحيل كل الإخوان للمحاكمة العسكرية، وبفضل الله فإن الزَخَم الإعلامي – برغم محدوديته – الذي يصاحب هذه المحاكمات، يحجم النظام عن أخذ خطوات متتالية على نفس مستوى القوة، بل وكانت الاعتقالات تقف قليلاً بُعَيْد إحالة بعض الإخوان للمحاكمة العسكرية (إلا أن النظام في 2006/2007 لم يتوقف عن الاعتقالات منذ إحالة إخواننا الـ 40 وحتى الآن، بداية بمجموعة الدكتور محمود غزلان وحتى مجموعة الـ 18 الذين تم اعتقالهم من الجيزة منذ أيام).
إخواني الأحبة،،
إن اعتقال قياداتنا وعلى رأسهم نائب فضيلة مرشدنا المهندس خيرت الشاطر، يجب أن يدفعنا للبذل والعمل أكثر وأكثر، كلٌ في موضعه.
لقد سُجِنَ إخواننا لتبقوا أنتم أحرار، لقد سُجِنَ إخواننا لتبذلوا أنتم للدعوة، لقد سُجِنَ إخواننا ليحموا ظهركم – نسبياً – لاتَدَعوا للنظام الفاسد فرصة ليفهم منها أن شوكتنا قد كُسِرَت، وأن جهدنا قد تأثر، يجب علينا أن نعمل بجهودٍ مضاعَفَة.
إن السُنَّن الكونية تقتضي ضرورة التضحية وتمحيص أصحاب الدعوات، وصدق المولى عزوجل في قوله: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكوا أَن يَقولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفتَنُون"، لذلك وَجَبَ علينا أن نعمل وأن يكون سَجنَ إخواننا وقوداً يحركنا ويدفعنا للبذل أكثر لنشر الدعوة والتحرك بالإصلاح على مبدأ الإسلام في المجتمع.

فَكَّ اللهُ أسرَ إخواننا جميعاً وجعل كل ما مضى في ميزان حسناتهم، وعَوَّضهم عما سُرِقَ منهم وسُلِبَ خيراً بإذن الله، ورَزَقَ إخواننا وأخواتنا من أهلم الصبر والثبات والأجر...

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

ليست هناك تعليقات: