السبت، ١٨ أغسطس ٢٠٠٧

الأحداث تتوالى...ولازال المواطن يتفرج...3 رمضانات متتابعة يا أستاذي

هذا أخي وهذا جاري وهذه أختي وهذا ابن عمي وهذه ابنة عمي وهذا ابن خالتي وهذه ابنة خالتي...(لا أقصد أقاربي فعلاً وإنما من باب التمثيل)
كلهم يحدثون أنفسهم بمثل هذا الحديث:
"ماذا يريدون؟ عمالين يُعتَقَلوا ويُقبَض عليهم، وعاملين فيها اللي هيصلحوا الكون؟!!"
"لماذا قال الإخوان كذا ولم يقولوا كذا؟"
"كان يجب على الإخوان فعل كذا وعدم فعل كذا"
"الإخوان لا يفهمون أن الوضع المحلي يقتضي كذا...والوضع الإقليمي يقتضي كذا...أما الوضع العالمي فهو يقتضي كذا..."
"الإخوان يريدون مصلحة أنفسهم واستخدام الدين لتحقيق أغراضهم..."
"الإخوان الآن يقيمون صفقة مع النظام السياسي المصري لتحقيق توريث الحكم لجمال مبارك..."
"الإخوان يلعبون بموضوع الحزب السياسي حتى يحققوا تقدماً على السياق السياسي ويكسبوا ود النخب المثقفة ..."
أو:
"متى يقوم الإخوان بثورة ويخلصونا من الحكم الحالي؟"
"ربنا معاهم...ربنا ينصرهم...ربنا يثبتهم...ربنا يقويهم..."
هكذا...تدور الخواطر والظنون وفي أحسن الأحوال الدعوات كما ذكرتُ
هكذا...يتحدث كل هؤلاء وهم في أماكنهم وفي بيوتهم ووسط أبنائهم وغالباً تحت التكييف وبين ايديهم كوب النسكافيه
أما الإخوان فتعالى لنتأمل في برنامج مَن اجتمع منهم:
لقد استيقظ هذا (الأخ) مبكراً يوم أجازته - بدلاً من أن يطيل النوم - وذلك بعد أن قضى ليلته وسط أقاربه وعائلته ليقوم بواجب صلة الرحم.
وترك زوجته وأبنائه، وذهب لبيت أخيه (فلان) حيث الاجتماع التنظيمي الإخواني.
وماذا في هذا الاجتماع؟ - واللهِ تختلف الإجابة حسب غرض الاجتماع، فقد يكون للجنة الطلاب فتتم المناقشة في المبادئ المطلوب توصيلها للطلاب مثل الأمانة والصدق وعد الغش والحرص على التفوق العلمي والاستزادة من العلم، بالإضافة لتحبيبهم في الرياضة والأنشطة الترفيهية الحلال، لتستوعب نشاطهم في فترة شبابهم.
وقد يكون الاجتماع للجنة البر، فتتم مناقشة سجل المستحقين للمساعدات الشهرية وكفالة اليتام ومصروفات المدارس وملابس العيد، وكيفية توزيع جلود الأضاحي، أو زكاة المال أو الفِطر على مستحقيها أيضاً.
أما إن كان الاجتماع للجنة الأشبال، فتتم مناقشة أنشطة الأشبال، الألعاب الحديثة التي من الممكن إضافتها، الرحلات التي ممكن عملها، مناهج التربية التي يجب تدريسها والمعاني التي يجب غرسها في الأطفال، من إيمان وحب الخير والصدق، والحرص على الصلاة، والكلمة الطيبة.
وماذا لو كان الاجتماع للجنة السياسية؟، تتم مناقشة أعمال النائب - إن كان هناك نائب وغالباً ما تنشط اللجنة السياسية مع وجود نائب برلماني - والشكاوى التي قُدِّمَت إلى مكتبه، وهل هناك مواد قد تستخدم في سؤال برلماني أو طلب إحاطة أو بيان عاجل...إلخ.
وماذا عن التحركات الميدانية في الدائرة، والتنسيق بين القوى الأخرى، ومناقشة الحالة السياسية والأخبار المنشورة في الصحف وتحليلات الفضائيات وبعض وكالات الأنباء والتخطيط لعمل معين في حالة معينة تمر بها البلاد بالتنسيق مع باقي لجان الجماعة والقوى السياسية الأخرى مثل الاعتصامات، والمظاهرات، والمؤتمرات.
ويجب الإشارة هنا إلى الجملة التي أتخيل سماعها الآن: "آه...أديك قلت بنفسك أهو، يعني بيرموا يأنفسهم في التهلكة، ويرجعوا يقولوا الدولة بتقبض علينا ليه؟"
وكأن الصحيح أن تكون سلبياً...غير معنيٍّ بالشأن العام، وتنتظر حتى يُسمَح لك بالقدر الذي تمارسه في المعارضة ويكون من العيب عليك أن تفكر في إصلاح وطنك فأنت بذلك تعرض نفسك للتهلكة، وتعرضها للخطر.
ولمن لا يعلم من القارئين:
حق التظاهر السلمي مكفول للمواطنين بموجب الاتفاقيات الدولية التي وقَّعت مصر عليها.
حق التجمع السلمي لأي عدد من البشر مكفول.
حق الاعتصام مكفول.
حق نقد النظام مكفول...إلخ.
فأجيبوني أيها القارئون: ما العيب في كل ما ذكرت من أنشطة؟ وما الخطأ في أن يكون الإنسان محبا للخير باذلاً لله؟
وبعد ذلك، يُلام الإخوان ويُطلَب منهم التعديل والتبديل بشكل عادةً ما يكون بغير إنصاف ولا فهم عميق.
لا أتحدث بالطبع عن حديث النخبة مثل الدكتور عمرو الشوبكي والستاذ ضياء رشوان وأمثالهم من الذين ينقضون نقداً بناءً، وإنما أتحدث عن عموم الشعب الذي يكتفي بسماع أخبار الجزيرة (على أحسن الأحوال إن لم يكن منشغلاً بروتانا سينما) وقراءة الأهرام وسلام عليكم على كدة.
والخيّرين أصحاب النوايا الصادقة، يدعون لهم بالتوفيق، والسداد، أو يسألونهم التحرك!!
ولكن ألم يفكر أحد من هؤلاء أن يشاركهم التحرك، فتكون الأدعية: "ربنا يوفقنا...ربنا معانا...ربنا يثبتنا"؟
إلى متى سيظل المواطن خائفاً على لقمة العيش التي يأكلها بعد ذل ومهانة في بلده العزيز المسروق من ثلة الفاسدين؟!!
سيظل كذلك وسيسوء حاله كلما ازداد سلبيةً وخنوعاً...ولم ينفع بعد ذلك البذل بعد التعود على الدعة!!!
أما أنتَ يا أستاذي الدكتور عصام - تحديداً - فهذا هو ثالث رمضان (إن بقيت مأسوراً حتى رمضان وللأسف هذا هو الغالب) تقضيه في السجن بعيداً عن الأهل والأحباب والحياة والإعلام، بل قل بعيداً عن الحياة. ولعل الله يصطفي لك ذلك ليحقق لك خلوة تنتظرها وتفتقدها للتعبد له فيها.
بالطبع ليس معنى هذا السعادة بسجنك أو أن يتمنى أحدنا السجن، ولكن هي نظرة فقط على جانبٍ مضيء من الموضوع!
فانعم بخلوتك مع إخوانك، واحظى بأربعين يوماً لا تفوتك فيها تكبيرة الإحرام (إن كتب الله عليك السجن بهذه المدة أو يزيد، وإن كنا بالطبع نتمنى أن تنعم بها في وسط أهلك وأحبابك وإخوانك)، وراجع القرآن الذي حفظته وناجِ ربك ليس بينك وبينه حجاب، وأنت في أكثر من سبب وموضع لاستجابة الدعاء، فأنت في شعبان/رمضان، وأنت مظلوم وعندك سجود وجوف ليلٍ...تقبل الله منا ومنك وفك أسرك، وسائر إخواننا.
وحسبنا الله ونعم الوكيل...
"وَلاتَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمون، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ، مُهْطِعينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِم، لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِم طَرْفُهُم وَ أَفْئِدَتُهُم هَوَاء"
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

هناك ٨ تعليقات:

challenging_sam يقول...

سيدي الفاضل الأخ المنشد ... سعلم الله أن ما قلته ظللت أردده على مسمع ومرأى كل من أعرفهم و اتهمتهم بأنهم هم السبب في سوء الحياة التي نعيشها الآن بماديتهم التى طغت عليهم و عدم اكترثهم بالشأن العام و الحرص على الأخلاق بدلا من الأموال ... و لكن هيهات
تملكني اليأس ... فقنعت أنهم هكذا و لن يتغيروا لا أمل فيهم أبدا ... الأمل الوحيد أن يستبدلهم الله و يدفع الناس بعضهم ببعض

كنت أتكلم مع صديق البارحة في هذا الموضوع تحديدا و قلت له عقب النبأ الحزين و المفاجئ أنه لا بد أن نتحرك ... كفانا ضعفا و عجزا لابد من طريقة للمساهمة و المشاركة في تشكيل مستقبلنا
أخبرني ان رمضان قادم و فيه تكثر المقابلات و المحاورات ... اقترح على كل من يقرأ هنا عندك أو عند غيرك أن ينتهز رمضان ليقترب ن إخوانه و يترك الخلافات جانبا و أن ينتهز كل فرصة ممكنة للتذكير بضرورة التحرك و إحياء الدعوة الصادقة الى الله و محاربة الرذائل كل حسب استطاعته و أن يلتزموا الجماعة في كل شيء و لا ينصرفوا عنها ... هي مصدر قوتهم و عزتهم

هذا كل ما طرأ عل بالي ... إذا كان لديك اقتراح لما يمكن عمله أرجوك أن تتقدم به

عسى الله أن يبارك فيك و في كل من اعتقلوا البارحة ... عسى الله أن يثبتهم و يسدد خطاكم

غير معرف يقول...

السلام عليكم
دي أول مرة افتح المدونة بتاعتك وكان سبب مروري عليها لينك من مدونة تانية وشدني اسمك اللي بتمضي بيه...
المهم انا بس حبيت اقولك مواقف لناس اتحركت:
1- اضطرابات وعمال المحافظات للمطالبة بحقوقهم.
2- مظاهرات بدو سيناء
3- اهالي قسم المنتزه بالاسكندرية
4- اقارب قتيل المنصورة على يد الشرطة

دي كلها مواقف لناس اتحركت وملهمش علاقة بالاخوان لكنهم اتحركوا لما بقى في مشكلة بتمسهم هم..
ومتهيأ لي ده دورنا نوضح للناس اهمية بلدنا لينا وايه اللي يحصلنا لو سبناه تغرق اكتر ما هي بتغرق كده.. .. بلد بتتباع وبتتسرق وتتنهب وبيقتلوا فيها اي شئ كويس ...
وده رأيي والله أعلم

ياسر سليم يقول...

العريان وراء القضبان

شاركنا فى حملة التضامن مع الدكتور عصام العريان

على مدونتى

شقاوة شعب يقول...

ما شاء الله لا قوة الا بالله
بجد ربنا يبارك فيك مقال رائع ومتميز

وربنا يفك اسر كل اخواننا واساتذتنا

ahmed mefrh يقول...

الله غالب على امره عزيزى .....و لكن اكثر الناس لا يعلمون
اخوكم
ابو مفراح

المنشد العام للإخوان المسلمين يقول...

جزاكم الله خيراً يا إخواني...
وأتمنى رؤيتكم كلكم دائماً على مدونتي إن شاء الله وتتابعوني بتعليقاتكم.

أخي/مصري بالرياض:

لم أقصد أن الإخوان هم الوحيدون الفاعلون في المجتمع، ولكن هم الوحيدون المستمرون في انفعالهم، وهو - بإذن الله وغالباً - غير مرتبط بأي مصالح شخصية لأفراد الجماعة، بل بالعكس، كما تعلم كلما ازدادوا فاعلية ازدادت شراسة النظام في معاملتهم.

لذلك أين هي هذه الجموع الشعبية الآن عندما تم القبض على رموز الحركة التي انتخبها الكثير منهم؟

سيتركنا الشعب - للأسف - عند أول مواجهة حقيقية مع النظام مهما كان شكلها!!

ولكننا نعمل لله - ونسأله الثبات والإخلاص - قبل أن نعمل لشعبنا الذي نعذره رغم كل ذلك، فهذا خلقنا.

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

غير معرف يقول...

مصري بالرياض

انا مش شايفها سوده اوي كده وده اللي حسيته من ردك... في مثل بسيط كمان كنت نسيت اذكره وهو القضاة.. انا كنت حضرت ليهم جمعية عمومية من حوالي سنتين وبصراحة كانوا بيقولوا كلام ما يقولش حد في الاخوان ومش كلام وبس كان ليهم دور واتضربوا واتبهدلوا وزي ما هم...
ممكن يكون التجمعات التانية زي كفايه مثلا تأثيرها محدود نظرا لعددها وامكانياتها بس المهم انها مش بتقف ومش بتسكت واظن انها معانا في نفس الهم ومش لوحدنا اوي كده..
اكيد في حد بيعدي من جنبا :)

ومضات .. أحمد الجعلى يقول...

أولا: سلام الله عليكم والله واحشنا كتير يا باشمهندز اعادكم الله لمصر على خير وجمعنا بكم وانتم فى احسن حال واروق بال ان شاء الله

ثانيا: اعذرنى على التقصير فى التعليقات فالفترة الماضية كان بها بعض الانشغالات، ولكن هذا لا يمنع انى دوما كنت لا أحرم نفسى من التنزه داخلك عبر سطورك وكتاباتك فى مدونتكم الكريمة "اللى جوايا"

ثالثا: اعزكم الله وأكرمكم على ما كتبت، وأثره ينبع من صدقه وخروجه من قلب بحق مكلوم حزين، ولكن فرج الله قريب