السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت خبراً أضحكني ملءُ فِيَّ، ولم أستطع منع نفسي من استمرار الضحك. الخبر هو المانشيت الرئيسي لعدد الخميس 12/4/2007 من جريدة المصريون الالكترونية، وعنوانه: (المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر يزور الكونجرس الأمريكي الشهر القادم)، وفي تفاصيله أن العَشَاء الذي تم في منزل السفير الأمريكي على شرف وفد النواب الأمريكيين من الديمقراطيين، والذي دُعِيَ إليه الأستاذ الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب من قِبَل الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري، قد شَهِدّ لقاءً جانبياً بين رئيس كتلة الإخوان ورئيس كتلة الديمقراطيين، سلّمه خلالها الدكتور الكتاتني – كما يذكر الخبر – قائمة بأسماء معتقلي الإخوان في المعتقلات المصرية، واشتكى له من انفراد الحزب الوطني بالساحة السياسية وخاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، وقد وعده رئيس كتلة الديمقراطيين بخطوات إيجابية من الولايات المتحدة في هذه المواضيع، إلى جانب تلقيه دعوة للمرشد ولبعض أعضاء مكتب الإرشاد ولنواب الجماعة لزيارة الكونجرس والكلام أمامه!!
وأضاف الخبر أن أحزاب المعارضة أصدرت بياناً استنكرت فيه اللقاء، ومما جاء فيه: "ورأى النواب أنه وفي ظل قرب انتخابات مجلس الشورى، فإن أي اجتماعات يقوم بها الجانب الأمريكي بهذا الشكل مع قوى غير مشروعة يعد دعما لمرشحين القوى المحظورة والتي تتمتع بالحماية الأمريكية".
ماذا نقول عن هذا الخبر الساذج!!
ماذا نقول عن هذا الخبر الساذج!!
أولاً: إن الأستاذ محمد مهدي عاكف ممنوع من السفر، ومعظم قيادات الجماعة (أعضاء مكتب إرشاد وغيرهم) ممنوعون أيضاً ولا يسافر أحدهم إلا نادراً جداً، وواقعة منع سفر الأستاذ المرشد العام الماضي للعُمرة خير دليل على ذلك!! إلى جانب منع الدكتور عصام العريان شبه الدائم والدكتور عبد الحميد الغزالي وغيرهم.
ثانياً: صرّح رئيس كتلة النواب الديمقراطيين في تصريح نُشِرَ بجريدة الأهرام عدد الأربعاء 11/4/2007 أنه لم يلتقِ بالدكتور الكتاتني شخصياً وتحديداً ولم يطلب ذلك، وإنما التقاه ضمن الوفد الذي دُعِيَ للعَشَاء في منزل السفير الملحق بالسفارة، والحديث الذي دار بينه وبين الدكتور لم يكن طويلاً ولم يكن في مكانٍ مغلق ولم يتعلق بمصر وبالإخوان على الإطلاق وهو نفس ما أكده الدكتور سعد كما سنبين!!
ثالثاً: صرّح الدكتور الكتاتني في حوار لموقع الجماعة الرسمي (إخوان أون لاين) بتفاصيل اللقاء، ولم يكن فيه أي شيء من المذكور في الخبر، وكذلك صرّح لأكثر من وسيلة إعلام، آخر ما قرأته منها تصريحاته لجريدة الدستور اليومية، عدد الخميس 12/4/2007.
(قصدتُّ أن أبرز تصريحات النائب الأمريكي قبل تصريحات الدكتور الكتاتني).
رابعاً: هل من المعقول أن تضغط أمريكا على مصر في موضوع المعتقلين الإسلاميين وبخاصة من الإخوان؟! متى حدث ذلك من قبل؟ ولم نسمع للإدارة الأمريكية أي تعليق عن تحويل المدنيين – من الإخوان فقط – إلى محاكمات عسكرية (والتي تمت أعوام 1995، 1999، 2002، 2007 الأخيرة)، ولا اعتقال المئات منهم من منازلهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم ومصوغات زوجاتهم والكثير من متعلقاتهم الشخصية دون إدراجها في أحراز رسمية، اللهم إلا تعليق السيدة "رايس" الذي قالت فيه: (نحن نقدر ما تفعله الحكومة المصرية بحق حركة الإخوان)!!، بل ولم نسمع منها أي تعليق – أقول لم نسمع أي تعليق ولا أقول لم نَرَ أي موقف عملي وفعال – عن ممارسات الحكومة مع المعارضين السياسيين عموماً والذي يتم معهم من بطش واعتقال وسحل في الشوارع وضرب بالهراوات وقنابل الغاز المسيلة للدموع؟! أفنسمع منها الآن فضلاً عن أن نرى مواقف إيجابية؟!!
وبما أن الإخوان الأكثر حظاً في هذه الممارسات، فهل يُعقل أن يصل مستوى غبائهم لطلب ذلك من هذه الإدارة التي تتبع تلك السياسة المذكورة مع المعارضين عامة ومعهم خاصة؟ وهي الجماعة الأولى في مهاجمة سياسة الإدارة الأمريكية في العالم؟
وبما أن الإخوان الأكثر حظاً في هذه الممارسات، فهل يُعقل أن يصل مستوى غبائهم لطلب ذلك من هذه الإدارة التي تتبع تلك السياسة المذكورة مع المعارضين عامة ومعهم خاصة؟ وهي الجماعة الأولى في مهاجمة سياسة الإدارة الأمريكية في العالم؟
خامساً: وماذا عن حماس وموقف الإدارة الأمريكية منها، أليست جزءاً من حركة الإخوان المسلمين العالمية ولها نفس المرجعية؟ ألا تعلم أمريكا هذا؟ وهل تفصل بين الجماعة الأم ومعاملتها معها، وبين الحركة الفرعية بفلسطين التي تحاصرها وتحاربها؟!
سادساً: وحتى لو قال قائل أن هذه الحوارات كانت مع المعارضة الأمريكية وليست مع الإدارة (لأن الديمقراطيين هم المعارضة)، فهل تختلف المعارضة الأمريكية (الديمقراطيون) في موقفها مما يسمى بدولة إسرائيل عن الإدارة الحالية (الجمهوريون) وبالتالي من الإسلاميين الذين يمثلون المعارضة الأقوى في معظم الدول العربية والإسلامية ضد هذا الكيان وما يتبع وينتج عن ذلك من سياسات؟!
سابعاً: وإذا فرضنا فرضاً وهمياً أن السلطات المصرية سمحت لمرشد الإخوان بل وأعضاء مكتب الإرشاد بالسفر، بعد أن تفيق فجأة على حقوقهم كبشر في التنقل، فهل ستسمح الإدارة الأمريكية بدخولهم الكونجرس وتحدثهم فيه؟ بل هل ستعطيهم السفارة الأمريكية تأشيرة الدخول أساساً؟!
ثامناً: يثبت أحزاب المعارضة – المزعومة – بُعدُهُم عن الشعب دائماً كل البُعد، فأيُ حماية بعد كل الذي أوضحناه تتلقاها جماعة الإخوان من الأمريكان في مصر؟! وما هذا التعبير الساذج في هذا البيان؟ أي حماية يقصدونها وما هي دلائل ومظاهر هذه الحماية؟ فليعرضوها لنا، وماذا يمنعهم هم كأحزاب شرعية – كما يقولون – من المنافسة الشريفة والتلاحم مع الشعب؟ أين تضحياتهم ونضالهم من أجل الحريات؟!
الخبر لا يزيد عن كونه مساهمة في تشويه صورة الجماعة للرأي العام، وينطوي على الكثير من اللامنطقية واللاواقعية والسذاجة من وجهة نظري!
الخبر لا يزيد عن كونه مساهمة في تشويه صورة الجماعة للرأي العام، وينطوي على الكثير من اللامنطقية واللاواقعية والسذاجة من وجهة نظري!
قال الله تعالى: " وَالله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعلَمون" – (يوسف – من الآية 21).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق