الثلاثاء، ١ يناير ٢٠٠٨

الحلقة (1) بعد الانقطاع...من وحي رحلة للآخرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مر وقتٌ طويل منذ أن دوَّنتُ هذه التدوينة، وقد منعني عن التدوين أساساً انشغالي الشديد بالسفر والعمل داخل السعودية. فمن الرياض للقصيم لأبها للدمام...إلخ، فعملي في السعودية تَطَلَّبَ انتقالي من محافظة لمحافظة ولذلك تفاصيل سأفرد لها تدوينة خاصة بإذن الله.

هذه التدوينة كما ترون تاريخها قديم، وحاولتُ أكثر من مرة أن أسجلها، إلا أن النظام لا يسمح بذلك، وموقع التدوين تَوَقَّفَ تماماً عن قبول أي شيء إلا العنوان!!

والآن قد عدتُ نهائياً إلى الكنانة بفضل الله، بعد قضاء 6 أشهر (متقطعة) بالسعودية، وانتهاء المشروع الذي أعمل به ولله الحمد والمنة.

أما عن رحلة الآخرة التي أردتُ أن أكتب عنها، فهي رحلة الحج المباركة، والتي أنعم الله بها علينا في أثناء وجودي بالسعودية، ويعلم الله ثم أهلي أن أهم سبب لقبولي لهذا السفر - مع كرهي للسفر - أن الحج كان سيأتي في أثناء مدة الرحلة، وبعد ترتيب مع الإخوان في الرياض حجزت بحملة الإخوان بفضل الله وقام بالحجز أحد إخواني الذي لازمني بالكلية ويقيم حالياً بالرياض، وذلك أثناء وجودي بمصر في أجازة بين فترتي السفر(تُسَمَّى رحلات العمرة والحج من محافظة ما داخل المملكة لمكة أو للمدينة: حملات).

وجزى الله أخي خيراً حيث دفع أموال الحجز، وذلك قبل أن يتأكد من عودتي للرياض! ولكن هذه هي الأخوة وبارك الله لنا فيها.
ومن مفارقات القدر أن أخاً لنا كان عائداً معي لمصر قبل الحج بثلاثة أشهر، وسيعود ثانية معي أيضاً للرياض لتكملة عمله، وبالتالي لأداء فريضة الحج، وكما قلتُ، فقد حجز لنا أخونا نحن الإثنين أثناء وجودنا بمصر لعلمه أننا عائدَيْن بإذن الله، وقدَّرَ الله أن أعود أنا للسعودية، ولا يعود أخي الذي سافر معي من مصر إلا بعد الحج بشهر ونصف تقريباً!!

سبحان الله، أسأل الله أن يرزقه الحج العام القادم بإذن الله، هو وكل مَن لم ينعم الله عليه بهذه الفريضة الممتعة.

كانت حملة الإخوان مكونة من 25 أتوبيساً، بمجموع حوالي 1200 حاج، من الإخوان ومعارفهم وأصدقائهم وزملاء عملهم وجيرانهم...إلخ، وهذه تُعتَبَر حملة ضخمة، وأول مرة ينظم الإخوان حملة بهذه الضخامة، حيث بلغ عدد أتوبيسات الحملة العام الماضي حوالي 15 أتوبيساً...

ومعظم الحملة من المصريين، وهذا طبيعي، لأن عمل الإخوان بالخارج يقتصر على أبناء القُطر الواحد فقط، فإخوان مصر بمعزل عن غيرهم من الإخوان لاعتبارات أمنية مفهومة بالطبع.

ونظام الرحلة كان في منتهى الدقة والجمال، لكل أتوبيس مسئولاً إدارياً يتمم على التجمع واكتمال العدد وينظم الانتقالات والاستراحات...إلخ. وهناك مسئولٌ ثقافي دوره هو برنامج الأتوبيس طوال الرحلة.

وعند الصعود تم توزيع حقيبة الحاج لكل راكب، وكانت تحتوي على كتيبات عن الحج وماذا بعد الحج ورقائق لدكتور مجدي الهلالي، ومصحف ومسبحة ومسواك وورقة تحتوي على أرقام كل أفراد الأتوبيس.

قبل قيام الرحلة ظللنا نستقبل رسائل على المحمول بصورة يومية للاستعداد والتذكرة بالإجرائات المطلوبة، وتم الاتفاق على التجمع قبل الحج بأسبوع للتعارف والاتفاق على بعض التفاصيل قبل السفر، ولم أحضر هذا التجمع لسفري لمحافظة القصيم والتي عدتُ منها قبل موعد تحرك رحلة الحج بيومين اثنين فقط!!

والتكملة في التدوينة القادمة بإذن الله....

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين