الأحد، ١٩ أغسطس ٢٠٠٧

حملة مناصرة وتأييد معتقلي الإخوان المسلمين والمحالين للمحكمة العسكرية الجائرة...(البوست الأول)

هي محاولة منا – نحن مدوني الإخوان المسلمين – لعمل جهد على الفضاء الالكتروني كما يفعل غيرنا على أرض الواقع.
هذا هو جزء من حملة الإفراج عن الإخوان المسلمين الشرفاء، لا نبتغي منه استجداءً لأحد من القيادة، وإنما هي مطالبة بحق، وإقامة للحجة أمام الله، فما ضاع حق ورائه مطالب، ولكن قد يتأخر إلى حين.
:أهداف هذا الجزء من الحملة
  1. إبراء الذمة و بذل الوُسع والأخذ في الأسباب، في المطالبة بالحق، وهو الإفراج عن معتقلين سياسيين، لم يجتمعوا لتكدير الصفو العام ومستحيل أن تثبت عليهم هذه التهمة، ولم يحملوا سلاحاً ليكون دليلاً على استخدام الإرهاب، ولم ينتموا لأي تنظيم يهدد السلام الاجتماعي، أو يعمل ضد الدستور والقانون، بل يحترموا القانون وبعضهم حاصل على شهاداتٍ عليا فيه ومنهم من كان نائباً بالبرلمان، رأس السلطة التشريعية التي تُخَرِّج القوانين.
  2. نشر الحقيقة عن دعوة الإخوان المسلمين، وإلامَ تهدف، وكيف تعمل، وما أساليبها، لكشف الحقائق التي يخفيها الإعلام الحكومي المزور، والغائبة حتى عن الإعلام الفضائي الحر بنسبة كبيرة، نظراً للتحكم الحكومي غير المباشر فيه، أو التأثير عليه وتهديده إن هو كشف الحقيقة كاملة.
  3. إحداث زَخَمٌ إعلاميٌ ضخم وكبير عن طريق عدم الاكتفاء بالإنترنت، بل الخروج منه لمخاطبة فضائيات الجزيرة والعربية وجريدة المصري اليوم الالكترونية وبرامج العاشرة مساءً و90 دقيقة الفضائية وبعض الأقلام الحرة والمحترمة كالكاتب سلامة أحمد سلامة بالأهرام والأستاذ فهمي هويدي وغيرهم، وكل منبر إعلامي نستطيع الوصول إليه، بسيل من الرسائل الالكترونية التي تحتوي على ما سننشره في هذه الحملة.
:ماهية هذا الجزء من الحملة
هذا الجزء سيكون عبارة عن تحقيقات صحفية مصورة مأخوذة من أحاديث مع أهالي المعتقلين، ويحتوي التحقيق على مجموعة من الأسئلة التي تكشف الحقائق وتفهم الناس الأحداث كما هي وليس كما يصورها الإعلام، إلى جانب إلقاء الضوء على الشخصيات المعتقلة، ومكانتها في المجتمع وتاريخها في العمل الدعوي، وكلٌ له مضمار في حياته تخصص فيه وغالباً برع.
سأحاول جاهداً – كمساهمة مغترب عن أرض الوطن – أن أضع بعض الأسئلة المناسبة، وسأحاول التجديد فيها عن التحقيقات التي كانت تتم قبل ذلك مع أهالي المعتقلين، لتحقيق الأهداف السابق ذكرها من كشف حقيقة الجماعة وطبيعة أهدافها وطريقة تحقيق هذه الأهداف...إلخ، مع الحفاظ طبعاً على بعض الأسئلة التقليدية.
وطبعاً، من الممكن إضافة أي سؤال مناسب حسب الشخصية وظروف البيت المُزار، وشخصيات المحاورين...إلخ.
:المطلوب
نسخ هذه الأسئلة وطبعها، ثم القيام بزيارة لأسرة أو أسرتين – كلٌ حسب ظروفه والمتاح له – لبيوت المعتقلين، وإلقائها عليهم وتسجيل هذه اللقائات بالصوت والصورة، ثم تُنشر الإجابات نصياً مع بعض الصور، ثم يتم إرسال الموضوع برمته لكل العناوين البريدية المتاحة التي سنحاول موافاتكم بها في البوستات القادمة بإذن الله.
أين يتم النشر على الإنترنت؟
على كل مدوناتنا على قدر الاستطاعة، وكل من استطاع وامتلك وقتاً لإرسال بريد الكتروني إلى أي جهة إعلامية فعل، بحيث يجدون ضغطاً كثيفاً يدفعهم للتحدث عن الأمر.
والله الموفق والمستعان...
:والآن مع الأسئلة المقترحة
  1. نطلب من حضرتك بطاقة تعريف بالمهندس/الدكتور/الأستاذ/الحاج...؟
  2. وماذا عن الأسرة الكريمة؟ (تعريف بالأشخاص ذكوراً وإناثاً بالاسم والسن والمرحلة الدراسية/العمل).
  3. ماذا حدث يوم الاعتقال؟ وكيف علمتم به؟
  4. هل كانت هناك خطط أسرية عطلها هذا الاعتقال؟
  5. إذا أردنا معرفة يوم في حياة المهندس/الدكتور/الأستاذ/الحاج؟
  6. كثيراً ما يجيب الإخوان أنهم لا ينتمون لتنظيم يستخدم الإرهاب لقلب نظام الحُكم، إذاً ما هدف الإخوان إذاً، وماذا يريدون؟
  7. هل نستطيع الاطلاع على بعض مما يدور في أي اجتماع للإخوان، بحيث نفهم لماذا يجتمعون وفي ماذا يتحدثون وكيف يعملون؟
  8. الجماعة من الخارج عبارة عن حركة يسيطر عليها الشكل السياسي، قد يكون ذلك بسبب طبيعة العمل السياسي الذي يركز الإعلام على الاهتمام به في الوقت الحالي، أو عدم توازن لدى الجماعة، أو حقيقة. هل لكم أن تحدثونا عن الجماعة من الداخل؟ العلاقات بين الأفراد؟ مواقف معينة بين بيوت الإخوان؟ الرحلات والخروجات؟ الإخوان كأزواج وكآباء...إلخ.
  9. هل سيؤثر ذلك الاعتقال على مضي الإخوان في طريقهم؟
  10. لماذا في رأيك لا يترك النظام الإخوان يتحركون بحرية ويعطيهم حق التنظيم وكيان قانوني، ليثبت نظريته بأنهم تنظيم إرهابي هدفه الوصول للحكم؟
  11. ما أثر هذه الاعتقالات على البيت/ الأبناء/ نشاطات الحياة المختلفة التي تقومون بها؟ (نريد شرحاً لمشاعر الزوجة الوحيدة التي فقدت الونيس والمستشار ورفيق الدرب، مشاعر الأطفال الذين لا تستطيع عقولهم إدراك ما يحدث ولا يفهمون إلا أنهم يريدون بابا، والشباب المحتاج لحكمة الأب واستشارته، ما يلاقيه الأهل من كلام الجيران والأقارب...إلخ).
  12. هل من الممكن استعراض يوم من أيام الزيارة أو حضور العرض على النيابة بالتفصيل؟ (أين حقوق الإنسان في منع بعض المحامين ووضع العراقيل أمام النساء والأقارب وتحديد درجة القرابة والعدد ومكان الانتظار...إلخ).
  13. رسالة توجهينها لأمن الدولة.
  14. رسالة توجهينها للمواطن المصري (الإيجابية، دوام الاطلاع على أخبار الوطن، القرب من الله عز وجل...إلخ).
  15. رسالة توجهينها لزوجك/ابنك/أخيك/أبيك داخل المعتقل.
  16. دعوة تدعينها في السجود لله عز وجل.

إن شاء الله أحاول موافاتكم بالعناوين الالكترونية قدر ما استطيع ونريد مساعدتكم مع سرعة وقوة التحرك.
أتمنى نشر هذا البوست على كل منتدياتنا والتفاعل معه.

/أخوكم
المنشد العام للإخوان المسلمين

السبت، ١٨ أغسطس ٢٠٠٧

الأحداث تتوالى...ولازال المواطن يتفرج...3 رمضانات متتابعة يا أستاذي

هذا أخي وهذا جاري وهذه أختي وهذا ابن عمي وهذه ابنة عمي وهذا ابن خالتي وهذه ابنة خالتي...(لا أقصد أقاربي فعلاً وإنما من باب التمثيل)
كلهم يحدثون أنفسهم بمثل هذا الحديث:
"ماذا يريدون؟ عمالين يُعتَقَلوا ويُقبَض عليهم، وعاملين فيها اللي هيصلحوا الكون؟!!"
"لماذا قال الإخوان كذا ولم يقولوا كذا؟"
"كان يجب على الإخوان فعل كذا وعدم فعل كذا"
"الإخوان لا يفهمون أن الوضع المحلي يقتضي كذا...والوضع الإقليمي يقتضي كذا...أما الوضع العالمي فهو يقتضي كذا..."
"الإخوان يريدون مصلحة أنفسهم واستخدام الدين لتحقيق أغراضهم..."
"الإخوان الآن يقيمون صفقة مع النظام السياسي المصري لتحقيق توريث الحكم لجمال مبارك..."
"الإخوان يلعبون بموضوع الحزب السياسي حتى يحققوا تقدماً على السياق السياسي ويكسبوا ود النخب المثقفة ..."
أو:
"متى يقوم الإخوان بثورة ويخلصونا من الحكم الحالي؟"
"ربنا معاهم...ربنا ينصرهم...ربنا يثبتهم...ربنا يقويهم..."
هكذا...تدور الخواطر والظنون وفي أحسن الأحوال الدعوات كما ذكرتُ
هكذا...يتحدث كل هؤلاء وهم في أماكنهم وفي بيوتهم ووسط أبنائهم وغالباً تحت التكييف وبين ايديهم كوب النسكافيه
أما الإخوان فتعالى لنتأمل في برنامج مَن اجتمع منهم:
لقد استيقظ هذا (الأخ) مبكراً يوم أجازته - بدلاً من أن يطيل النوم - وذلك بعد أن قضى ليلته وسط أقاربه وعائلته ليقوم بواجب صلة الرحم.
وترك زوجته وأبنائه، وذهب لبيت أخيه (فلان) حيث الاجتماع التنظيمي الإخواني.
وماذا في هذا الاجتماع؟ - واللهِ تختلف الإجابة حسب غرض الاجتماع، فقد يكون للجنة الطلاب فتتم المناقشة في المبادئ المطلوب توصيلها للطلاب مثل الأمانة والصدق وعد الغش والحرص على التفوق العلمي والاستزادة من العلم، بالإضافة لتحبيبهم في الرياضة والأنشطة الترفيهية الحلال، لتستوعب نشاطهم في فترة شبابهم.
وقد يكون الاجتماع للجنة البر، فتتم مناقشة سجل المستحقين للمساعدات الشهرية وكفالة اليتام ومصروفات المدارس وملابس العيد، وكيفية توزيع جلود الأضاحي، أو زكاة المال أو الفِطر على مستحقيها أيضاً.
أما إن كان الاجتماع للجنة الأشبال، فتتم مناقشة أنشطة الأشبال، الألعاب الحديثة التي من الممكن إضافتها، الرحلات التي ممكن عملها، مناهج التربية التي يجب تدريسها والمعاني التي يجب غرسها في الأطفال، من إيمان وحب الخير والصدق، والحرص على الصلاة، والكلمة الطيبة.
وماذا لو كان الاجتماع للجنة السياسية؟، تتم مناقشة أعمال النائب - إن كان هناك نائب وغالباً ما تنشط اللجنة السياسية مع وجود نائب برلماني - والشكاوى التي قُدِّمَت إلى مكتبه، وهل هناك مواد قد تستخدم في سؤال برلماني أو طلب إحاطة أو بيان عاجل...إلخ.
وماذا عن التحركات الميدانية في الدائرة، والتنسيق بين القوى الأخرى، ومناقشة الحالة السياسية والأخبار المنشورة في الصحف وتحليلات الفضائيات وبعض وكالات الأنباء والتخطيط لعمل معين في حالة معينة تمر بها البلاد بالتنسيق مع باقي لجان الجماعة والقوى السياسية الأخرى مثل الاعتصامات، والمظاهرات، والمؤتمرات.
ويجب الإشارة هنا إلى الجملة التي أتخيل سماعها الآن: "آه...أديك قلت بنفسك أهو، يعني بيرموا يأنفسهم في التهلكة، ويرجعوا يقولوا الدولة بتقبض علينا ليه؟"
وكأن الصحيح أن تكون سلبياً...غير معنيٍّ بالشأن العام، وتنتظر حتى يُسمَح لك بالقدر الذي تمارسه في المعارضة ويكون من العيب عليك أن تفكر في إصلاح وطنك فأنت بذلك تعرض نفسك للتهلكة، وتعرضها للخطر.
ولمن لا يعلم من القارئين:
حق التظاهر السلمي مكفول للمواطنين بموجب الاتفاقيات الدولية التي وقَّعت مصر عليها.
حق التجمع السلمي لأي عدد من البشر مكفول.
حق الاعتصام مكفول.
حق نقد النظام مكفول...إلخ.
فأجيبوني أيها القارئون: ما العيب في كل ما ذكرت من أنشطة؟ وما الخطأ في أن يكون الإنسان محبا للخير باذلاً لله؟
وبعد ذلك، يُلام الإخوان ويُطلَب منهم التعديل والتبديل بشكل عادةً ما يكون بغير إنصاف ولا فهم عميق.
لا أتحدث بالطبع عن حديث النخبة مثل الدكتور عمرو الشوبكي والستاذ ضياء رشوان وأمثالهم من الذين ينقضون نقداً بناءً، وإنما أتحدث عن عموم الشعب الذي يكتفي بسماع أخبار الجزيرة (على أحسن الأحوال إن لم يكن منشغلاً بروتانا سينما) وقراءة الأهرام وسلام عليكم على كدة.
والخيّرين أصحاب النوايا الصادقة، يدعون لهم بالتوفيق، والسداد، أو يسألونهم التحرك!!
ولكن ألم يفكر أحد من هؤلاء أن يشاركهم التحرك، فتكون الأدعية: "ربنا يوفقنا...ربنا معانا...ربنا يثبتنا"؟
إلى متى سيظل المواطن خائفاً على لقمة العيش التي يأكلها بعد ذل ومهانة في بلده العزيز المسروق من ثلة الفاسدين؟!!
سيظل كذلك وسيسوء حاله كلما ازداد سلبيةً وخنوعاً...ولم ينفع بعد ذلك البذل بعد التعود على الدعة!!!
أما أنتَ يا أستاذي الدكتور عصام - تحديداً - فهذا هو ثالث رمضان (إن بقيت مأسوراً حتى رمضان وللأسف هذا هو الغالب) تقضيه في السجن بعيداً عن الأهل والأحباب والحياة والإعلام، بل قل بعيداً عن الحياة. ولعل الله يصطفي لك ذلك ليحقق لك خلوة تنتظرها وتفتقدها للتعبد له فيها.
بالطبع ليس معنى هذا السعادة بسجنك أو أن يتمنى أحدنا السجن، ولكن هي نظرة فقط على جانبٍ مضيء من الموضوع!
فانعم بخلوتك مع إخوانك، واحظى بأربعين يوماً لا تفوتك فيها تكبيرة الإحرام (إن كتب الله عليك السجن بهذه المدة أو يزيد، وإن كنا بالطبع نتمنى أن تنعم بها في وسط أهلك وأحبابك وإخوانك)، وراجع القرآن الذي حفظته وناجِ ربك ليس بينك وبينه حجاب، وأنت في أكثر من سبب وموضع لاستجابة الدعاء، فأنت في شعبان/رمضان، وأنت مظلوم وعندك سجود وجوف ليلٍ...تقبل الله منا ومنك وفك أسرك، وسائر إخواننا.
وحسبنا الله ونعم الوكيل...
"وَلاتَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمون، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ، مُهْطِعينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِم، لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِم طَرْفُهُم وَ أَفْئِدَتُهُم هَوَاء"
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الثلاثاء، ١٤ أغسطس ٢٠٠٧

القيادات...حائط صد

كنتُ قد كتبتُ هذه الخاطرة بحسب ما أتذكر على ملتقى الإخوان، وها هي الأحداث تثبتها وتزيدها منطقية.

حَكَى لي أحد إخواني الثقات أنه منذ حوالي 6 سنوات (2001) ذهب أحد الدعاة المشهورين من أبناء دعوة الإخوان (وهم كُثُر بفضل الله) إلى الأستاذ الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، ليشتكي له من الشهرة ومن ملاحقة الصحفيين ووسائل الإعلام، ومن حرمانه من لقائات الإخوان وشوقه إليهم، حيث تم منعه من حضور أي لقاء إخواني حرصاً عليه ولمصلحة الدعوة (وكان هذا هو قرار مسئول المكتب الإداري التابع له هذا الأخ بالتنسيق مع الحاج مصطفى مشهور رحمه الله كمرشد عام للجماعة).

فقال له الدكتور محمود: "يا فلان...اثبت فأنت على ثغرة من ثغور الإسلام"، وبعدها بأشهرٍ قليلة تم تحويل الدكتور محمود إلى المحكمة العسكرية عام 2001 والتي حُكِمَ عليه فيها بخمس سنوات في ما سُمِّيَ بقضية الأساتذة.
فخَطَرَ لي خاطرٌ أن الله سبحانه وتعالي قد أضاف رداً عملياً للرد النظري الذي ذكره الدكتور محمود لأخينا الداعية، فها هو الدكتور قد قبع في غياهب السجن 3 أعوام، وظل أخونا – بارك الله فيه – يملأ الدنيا دعوةً وحركةً لله عزوجل، وكأن إخواننا في مكتب الإرشاد أو القيادات عموماً وبخاصة المعروفين للأمن، يمثلون حائطَ صدٍ لبقية الصف.
فلن يستطيع النظام أن يحيل كل الإخوان للمحاكمة العسكرية، وبفضل الله فإن الزَخَم الإعلامي – برغم محدوديته – الذي يصاحب هذه المحاكمات، يحجم النظام عن أخذ خطوات متتالية على نفس مستوى القوة، بل وكانت الاعتقالات تقف قليلاً بُعَيْد إحالة بعض الإخوان للمحاكمة العسكرية (إلا أن النظام في 2006/2007 لم يتوقف عن الاعتقالات منذ إحالة إخواننا الـ 40 وحتى الآن، بداية بمجموعة الدكتور محمود غزلان وحتى مجموعة الـ 18 الذين تم اعتقالهم من الجيزة منذ أيام).
إخواني الأحبة،،
إن اعتقال قياداتنا وعلى رأسهم نائب فضيلة مرشدنا المهندس خيرت الشاطر، يجب أن يدفعنا للبذل والعمل أكثر وأكثر، كلٌ في موضعه.
لقد سُجِنَ إخواننا لتبقوا أنتم أحرار، لقد سُجِنَ إخواننا لتبذلوا أنتم للدعوة، لقد سُجِنَ إخواننا ليحموا ظهركم – نسبياً – لاتَدَعوا للنظام الفاسد فرصة ليفهم منها أن شوكتنا قد كُسِرَت، وأن جهدنا قد تأثر، يجب علينا أن نعمل بجهودٍ مضاعَفَة.
إن السُنَّن الكونية تقتضي ضرورة التضحية وتمحيص أصحاب الدعوات، وصدق المولى عزوجل في قوله: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكوا أَن يَقولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفتَنُون"، لذلك وَجَبَ علينا أن نعمل وأن يكون سَجنَ إخواننا وقوداً يحركنا ويدفعنا للبذل أكثر لنشر الدعوة والتحرك بالإصلاح على مبدأ الإسلام في المجتمع.

فَكَّ اللهُ أسرَ إخواننا جميعاً وجعل كل ما مضى في ميزان حسناتهم، وعَوَّضهم عما سُرِقَ منهم وسُلِبَ خيراً بإذن الله، ورَزَقَ إخواننا وأخواتنا من أهلم الصبر والثبات والأجر...

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

الأحد، ٥ أغسطس ٢٠٠٧

حديث الذكريات...الحلقة الرابعة (مرحلة الجامعة تكوين حقيقي للشخصية):

- الجامعة مجتمع كبير ومليء بالأسرار والخبايا. ومن المعروف أن كل البلاد تُقاس فيها إيجابية المجتمع عن طريق جامعاتها وشباب هذه الجامعات، مواقفهم، آرائهم، حجم تحركاتهم ومدى تأثيرها، المدارس الفكرية/ الحزبية/ السياسية ومدى تجاوب المجتمع الطلابي مع كل مدرسة فكرية...إلخ.

- بعد أن تعلَّمنا العمل في الدفعة، جاءت أول انتخابات في الكلية، وتعرفنا فيها على اتحاد الطلاب وأقسامه ولجانه، والترشيح والشطب ورفع القضايا. وإلى جانب ذلك تعلمنا أن العمل والإخلاص لله وليس للفوز بمقعد في الاتحاد أو غيره، وتعلمنا معنى خدمة الناس وأن خير الناس أنفعهم للناس، ومعاني التضحية بالوقت والجهد والبذل وتقسيم وتنظيم الوقت بين المحاضرات والسكاشن والمعامل والتجارب العملية من ناحية وبين العمل الدعوي من جهة أخرى.

- كل لحظة في الجامعة مع الإخوان تربية عملية، كيف تستقبل زملائك ببسمة، كيف تؤثر فيهم، كيف تكون هادئاً قابلاً للنقاش، قادراً على ضبط نفسك وسلوكك ورد فعلك، صبورا لسماع وجهات النظر المتعارضة مع وجهة نظرك.

- الانتخابات الطلابية، تعلمنا فيها من إخواننا كيفية الوقوف أمام اللجنة بثبات ومراقبة شديدة وعَدُّ الذين يصوِّتون، وكان الآخرون يتنازعون ويتشاجرون لأن أحدهم وقف أكثر من الآخر وأكثرهم منشغل بحوار مع "زميلته" مع تدخين السجائر المستمر، بينما الإخوة يتنافسون في الإيثار بينهم وبين بعضهم، وكل أخ يُؤثِر أخاه بما معه من قليل طعام أو حلوى، ويمر أخ على كل اللجان ليوزع عطراً على إخوانه ويقول لهم: "عشان رائحتك تبقى حلوة في الحر ده"، ومعظمهم منشغل بالذكر وتلاوة القرآن.

- وكان زملاؤنا ينبهرون بانتظارنا لنتيجة الانتخابات وإصرارنا على عدم مغادرة الكلية حتى ينتهي الفرز، ويتخلل تلك الفترة أدعية وأناشيد مبهجة وتوزيع ابتسامات على الناس.

- طبعاً لم يكن شغلنا الشاغل هو الفوز في الانتخابات، ولكننا كنا نترشح ونحرص على الفوز فيها حتى تكون في أيدينا أدوات تسهل لنا ممارسة الدعوة، فرحلة تحت مظلة الاتحاد يختلف المجهود المطلوب لها عن رحلة ننظمها ذاتياً. وبالموازاة مع كل ذلك، وكما يعلم الإخوان فإن الجلسات التربوية لم تنقطع وهي التي يقرأ فيها الإخوان القرآن ويتدارسون الحديث مع السيرة وبعض الأخبار المحيطة...إلخ.

- فزنا في انتخابات هذه السنة (1996/1997) بأغلبية مقاعد الاتحاد، وكانت السنة 23 على التوالي تقريباً التي نفوزفيها بأغلبية – لعل مجدي سعد يصحح لي هذا الرقم إذا دخل على مدونتي – وكانت المرة الأولى التي نحضر فيها – نحن طلاب السنة الإعدادية – الاحتفال بالفوز، طفنا أرجاء الجامعة والكلية إنشاداً وهتافاً بشعاراتنا الإخوانية الخالدة التي أقبل عليها الناس من فضل الله وشاركونا فرحة الفوز. فَعَلَت الأصوات: "الإسلام هو الحل...شرع الله عزوجل" – "إسلامية إسلامية...كل الجامعة إسلامية" – "الله أكبر ولله الحمد"...إلخ، وكنا نقول الشعارات بوجوه مبتسمة وبسعادة غامرة وليس من قبيل التحدي، وكان وَقْع كلمة "إسلامية" قوياً وقصدنا به مجرد فوز التيار الإسلامي الفكري بمقاعد اتحادات الطلاب وليس معناها أن الباقين غير مسلمين لاسمح الله، وكانت الناس سعيدة وتحبنا ونحبها من فضل الله. وكانت هذه الشعارات لا تُسمَع في أي بقعة من بقاع شوارع القاهرة، لذلك كانت بالنسبة لنا - نحن أهل المدينة - متنفسٌ نعبر فيه عن انتمائنا الإسلامي الإخواني، لأن إخواننا في الكثير من محافظات الريف تقريباً تعتاد على ذلك ولا تستغربه.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله...
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

حديث الذكريات...الحلقة الثالثة (عملي مع الإخوان بالجامعة):

- كنتُ قد بدأت جلسة تربوية مع الإخوان في الصف الثاني الثانوي، وكان ذلك عقب عودتي من المعسكر الآنف ذكره مباشرة، وكان ذلك مع بداية العام الدراسي 1994. ولكن بسبب القرار التاريخي لوزير تعليم بلدنا بجَعْل الثانوية العامة سنتين، لم تكن هذه الجلسة منتظمة، ولكنها استمرت بضعة شهور.

- وهكذا أخذتني الثانوية العامة وتَزامَنَ ذلك مع محاكمة الإخوان العسكرية عام 1995، فأُلغِيَت معسكرات الإخوان الكبيرة ولم يكن لي حظٌ أن أحضر واحداً آخر حتى دخول الجامعة.

- في سنتين الثانوية العامة، بدأت أحضر دروس السلفيين في المساجد وبدون انتظام أو معرفة أن هؤلاء سلفيين، وكذلك اعتكفتُ معهم سنتين تقريباً وكنت أقابل الكثير من الإخوان في هذه الدروس والمعتكفات.

- جاءت لحظة دخول الجامعة وكنتُ قد امتلأت تماماً بقناعة العمل الإسلامي وجاء دخولي لكلية الهندسة أحد قلاع العمل الإسلامي ليزيد الأمر ويثبته، وكانت البداية الحقيقية.

- تعرفت في الكلية على الإخوان من أول يوم حيث سبقني إلى الكلية من منطقتي 3 من الإخوان أعرفهم معرفة وثيقة لأنهم يكبرونني بعام أو اثنين، فهم الذين استقبلوني في الكلية وطافوا بي في أرجائها.

- بدأت أقترب من الإخوة بشدة، وما هي إلا أيام معدودة حتى فهمت أسلوب العمل في دفعتي، والذي كان يشمل مقرأة أسبوعية صباحية قبل المحاضرة الأولي بنصف ساعة، مسابقة أسبوعية بجوائز رمزية (على حسابنا، يعني الإخوة بتجمع من بعض ونشتري – عشان اللي بيسأل التمويل منين)، كلمة نصف أسبوعية في المدرج عن معنى إيماني أو عن الأحداث الجارية أو عن الكلية نفسها أو عن المذاكرة والامتحانات..إلخ.

- ومرحلة الكلية مليئة بالذكريات والمعاني والأحداث، وهي التي أصقلت شخصيتنا جميعاً، والذي ينتسب للإخوان قبل الجامعة يختلف بكثير عن الذي يلتزم بداخل الجامعة ويختلف أكثر عن الذي يلتزم بعد الجامعة.
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله...
أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين

رحلة إلى الروح...خواطر من مكة

مهيبة هي...عظيمة هي...ثابتة هي...محور هي...مُشَرَّفةٌ هي...
نعم إخواني إنها الكعبة المشرفة...

فبعد رحلة برية استمرت 12 ساعة من الرياض إلى مكة، وصلنا الفندق بمكة ونحن محرمين بين أذن الفجر وإقامته، وبفضل الله التحقت بالحرم في تكبيرة الإحرام، ثم أنعم الله علينا بأداء العمرة، ثم عدت إلى الفندق، وصباحاً قابلتُ حماتي وأبنائها – ماعدا زوجتي!! – لأنهم جاءوا من مصر معتمرين أيضاً، وكنتُ قد ضبطتُ موعد قدومي إلى مكة بموعد قدومهم، فتلاقينا بفضل الله، وحضرت معهم لقاء مع الشيخ صفوت حجازي، وانتهى اليوم ثم صلينا الجمعة بالحرم المكي وانطلقنا عائدين إلى الرياض وها قد عدتُ إليكم لأحدثكم عن خواطري عن بيت الله الحرام.

1- هذا المكان رائحته جميلة وهبوب ريحه مريح نفسياً، وأظن أن ذلك بالنسبة لمعظم من يزوره، فبمجرد بدايتك للمناسك تتخلل إليك قوة بدنية ونفسية رهيبة تدفعك لتكملة المناسك مهما كان التعب أو الزحام. فهذا جدي صاحب ال65 عام رحمه الله، كان مريضاً بالروماتويد منذ ولادتي، ولا يستطيع أن يمشي أكثر من 5 أو 10 دقائق في ذلك الوقت، وكنا خائفين عليه جداً وهو ذاهب للحج في الثمانينات على هذه الحالة، وجهَّز له الذين معه، كرسي الطواف ومرافق...إلخ، ففوجئنا به عائداً يخرج من المطار سائراً على قدميه بل تقريباً يجري! ويخبرنا بأنه طاف على رجله، بل ورجم بنفسه!! وهذه جدتي بارك الله في عمرها، حيث كانت آخر عمرة لها وهي في عمر تجاوز الثمانين بعام أو اثنين، وتمكنت بفضل الله من أداء بعض المناسك بنفسها...وهكذا.

2- مُعجِزٌ هذا المكان الذي يجمع المسلمين من كل بقاع الأرض إليه مهما كان جنسهم ولمهما كانت لغتهم، وكم هي عظيمة هذه العبادة يا الله، التي كتبتها علينا لتفهمنا كم أن تجمعنا ووحدتنا هي الأصل.

3- نعمة هي أن تكون عربياً، فما هو شعورك وأنت لاتستطيع أن تتقن قراءة القرآن لأنه ليس بلغتك، ولاتفهم بعض من الأدعية التي ترددها لمجرد أنها مكتوبة في كتاب بلغتك؟ والغريب أن هؤلاء غالباً ما تجد تأثرهم وتمسكهم أقوى من الكثير من العرب!

4- جو الصحراء العنيف الذي يسبب الأمراض، كيف عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وجاهدوا ومشوا المسافات؟ وكل ذلك ليصل الدين إلينا. أتفق في أن هناك بركة الله وقدرته التي رزقهم التحمل، وأتفق أنه قد تكون طبيعة أجسامهم مختلفة عن أجسامنا، وأتفق مع كونهم معتادين على هذا الجو أكثر من أمثالي الذين نشأوا في المكيفات والعصر الحديث، ولكن رم كل ذلك أستشعر تعباً وجهداً وبذلاً قوياً قاموا بهم جميعاً، تقبل الله منهم وأعاننا على حمل هذه الأمانة الثقيلة وخاصة بعد أن فرط الكثير منا في كثير من الأصول!!

5- جئتُ إلى العمرة عام 2000 منذ 7 أعوام ولم تتغير معظم الأسعار، وذلك بفضل التضخم الاقتصادي السعودي الرهيب، فنحن عندنا مشاريع في السعودية مثلاً لمدة 20 عاماً قادمة!! فحلقت بـ5 ريال عام 2000 وحلقت بـ5 ريال عام 2007!!! يا حسرة على بقعتي التي وُلِدتُّ فيها والتي تمتلك من الكنوز والثروات الكثير ولكنها منهوبة وحسبي الله ونعم الوكيل!

أسأل الله لي ولكم القبول وأن يرزق كل من لم يعتمر العمرة والحج بإذن الله.
ولم أنساكم في الدعاء بفضل الله، واختصيت بالدعاء بالطبع، أهلي وأصدقائي وإخواني وحماس ومجموعة المهندس خيرت ودعوة الإخوان.

أخوكم/
المنشد العام للإخوان المسلمين